حلت ناديا عينيها بشهقة جمدت وتسمرت وتحبست الأنفاس فجوفها والقلب توقف فجأة كيفو كيف كلشي من حولها ، عينيها كانو محلولين على وسعهم حست روحها منعزلة عن الواقع كتسمع لصوت أجراااس ديال القطار و ارتفاع الامواج الهائجة و زمور سيارات كتجري وأصوات كلها ضجيج كتضرب فودنيها لحظة فقط ورجع قلبها الصامت يضرب بخفقات وكأن الدم كان محبوس ورجع تدفق فيها من سرعتهم مبقاتش قادرة تستوعبهم ، دقائق فقط عم فيها الصمت وتلبدت السماء بالغيوم وناضت الريح فالمكان وكأن الطبيعة كتزيد تخبرها بأن الخبر اللي قالتو جميلة صحيح ، من سكون تام تقلبت الأجواء وبومضات ضوئية بمعنى صور كتجي وتمشي كانت ناديا مرة كتهرس فالحوايج اللي تما وكتغوت ومرة كتبان على الأرض كتنتر فداك العشب بيديها المجروحتين ومرة كتبان مريم كتبكي وتحاول تشدها لكن تاشي حد مقدر وقتها يتحمل فالاخير كانت كالسة على الأرض وكتغوت وتشوف فالسما والأمطار اللي كتصب كتغسلها وهي ولا حاسة .. عيسى كان كيشهق بعنف ويبكي يبكي بحرقة وكيضرب بيديه فكروسته ويشوف فيها مقادرش يستوعب وعزيزة كيحاول أنور يخليها واعية كانت كتشهد وتحسبن وترجف وتضرب فصدرها وتبكي ، أما ليلى فكانت كتبكي وتغوت على ياسر وابراهيم فركن مأثر وشاد على يديه ، هيلين مستغربة ومافاهماش شنو واقع وبقات كتسول فجاد وتهززه واللي كان مصعوق وخبرها بدون وعي بالأمر وهيا شهقت كتشوف حولها اللي واقع واللي قلب الأمور بشكل هستيري ، الولاد دخلهم عماد والخدامة للداخل وجرو عيسى وعزيزة لتما رفقة أنور وأمنية ونوفل اللي تكفلو بيهم وبقات ليلى كيجر فيها علاء اللي ترمات فحضنه كتبكي وتقول مبكيت وابراهيم كيحاول يخفف على مريم اللي كانت غير كتشوف فناديا وباغية طير عندها لكنو مخلاهاش ، وناااديا آه يا ناديا كيف كانت حاسة منوصفلكمش كانت على الأرض مزال على وضعها كتنتر وتعاود فداك العشب وحرقة قلبها تاشي حد ميتصورها والمطر زايد وكيجهاااااد وجميلة أونفاص ليها على نفس الوضع كالسة كتبكي وكتشوف فيها بانهيار ووليد كان واقف جامد عاقد حواجبه كيشوف فيها كيشوف حرقة قلبها وكيشعر بإحساسها مقدرش يقرب أكثر ولا عرف باش تبلا ساعتها وهو كيسمع الخبر بحالو بحالهم من جميلة ، هو خصو يفرح لأن غريمه صافي مات فعلاش هو دبا حاس بالوجع والألم الداخلي مفهمش شعوره لكن حالة ناديا وقتها كانت لا تستحمل ،
جميلة(ناضت وانحنت عندها وهي تبكي ومقادراش تحمل صراخ ناديا):- عفااااك أناديا عفاك رحمي راسك رحمي راسك
ناديا(شافت فيها ببؤس وببؤس):- ماااات ببساطة مااات أجمييييييييييلة مااااااااااااااااااااااااااااااااتتتت قلبي مات مات مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات اهئئئئئئئئئئ آآآآآآآآآآآآىه وتاشي حد محاس بالنارررررررر اللي فيااااااااااا آآآآه ياربي آه
جميلة(ربتتلها على شعرها وهيا عاضة على فمها بالقهر وحطت راسها على صدرها):- بنتي نادييييييييا
ناديا(شافت فيها بعمق وغمضت عينيها وفتحتهم وترمات فصدرها بإرادة مطلقة وبقات تبكي):-جمييييييييلة آه يا جميييييييلة كيدااااااااااار مااااااااات قووووووليلي وبردي ناري كيداااااااااار مات آآآآآآه
جميلة(بعدتها وشدت راسها بين يديها برجفة):- ممم مااات وهو كيحاول ينقذ زكية لكن لا هو نجا ولا هيا بقات على قيد الحياة بجوجهم ماتتوووو اهئ اهئ
ناديا(تهزت بهاد الجملة ورتاجفو شفتيها):- زكية زكية هي السبب هي السبب اللي خلاتو يمووت هيا السبببببببببببببب وقفت بتثاقل كي السكرانة كتمسح عينيها وكتمايل وتبعتها جميلة بوقفة تاهيا وبصعوبة ،، بقات ناديا بشكل مبلل عاد واقفة محلها ولتفتت شافت مريم موراها اللي تنترت لابراهيم اللي مقدرش يمنعها عليها وعنقتها وهيا كتهزز وتبكي وحست الدنيا كدووور بيها ، ابتعدت عن مريم وشافت فيهم لداخل كاع كيبكيو وكيشوفو فيها وهيا رجعت شافت فالسما وكأنها كتقلب على شي حاجة ضايعة منها ، حتى التقت عيونها بعيون وليد المنكسرة واللي كان واقف دون حراك تحت المطر أيضا وبعيد عليها بخطوات ، جرت رجليها بدون استيعاب تاشافت عيون ابراهيم اللي كان ساكن بشكل غريب كيشوف فيها من لداخل وواقف فركن بعيد وغي تلاقات عينو بعينها رتجف وبعد مالمكان كلو وهو منزل راسو بتأثير ، تمشات بصعوبة دوك الخطوات وهيا حاسة بفراغ داخلي وخارجي ملازمها بشكل مقادراش تستوعبه ، ميمكنش يفارقها ميمكنش يموووت ميمكنش يخليها بوحدها دبا ميمكنش ميمكنش بقات كتهزز فراسها بحال المجنونة وكتشد على جبهتها وعينيها جاحظتين بهلع والدموع نازلين بدون توقف و بقات تضرب فصدرها بآآآآهات حارقة
وليد(تحرك بصعوبة وهو مصعوق من حالتها):- نادياااا
ناديا(شافت فيه وهززت راسها يمينا وشمالا وهيا حالة فمها بصدمة):- ممااااتش ياك أوليد مماتش جميلة غير كتضحك علياااا ياك جاوبني عفااااك أوليد جاوبي جااااااااااااااااااااااوبنيييييييييييييي (كتغوت)
وليد(حاول يهديها بصعوبة):- ناديا الله يخليك مديريش فراسك هاد الحالة
ناديا(نترت يدها من يدو وبقات تشهق بعنف وتشوف فالسما وترجع تشوف فيهم كاملين):- تاشي حد تاشي حد محاااااس بالناااااااااار اللي فيااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ ياقلبي آه
آخر جملة قالتها قبل متنهار على الأرض كالسة على ركابيها مجددا كتبكي وتشهق حتى وصلت لآخر درجات الإستيعاب وبقات تهرس فالحوايج اللي كانو على الطابلة من جديد حاول يمنعها وليد لكنها كانت كي الذبيح كتدير داكشي بدون وعي منها حتى توقفت فجأة كترجف وهي تنهت بعنف وفقدت وعيها ، هنا هزها وليد بشهقة لداخل حطها على أقرب كنبة وسط هلع الجميع ونظراتهم المريبة وعلاء اقترب منها بلمح البصر فحصها وجس نبضها وخبرهم أنه خصها تمشي للمشفى على الفور ، وليد ابتلع ريقه وهو كيشوف فنظرة علاء المخيفة وبسرعة هزها بين يديه كي الريشة وخرج بيها من تما تحت أنظارهم وركبها فسيارتو اللي فتحلو بابها رجل من رجاله وتبعهم علاء والبقية بقاو فالفيلا كيستناو تحت أمر وليد اللي مخلا تاشي حد يرافقهم وخصوصا جميلة اللي كانت قريب تبوسله يديه وهيا كتترجاه من بين دموعها ياخدها معاه ، لكن رفض وطلب منها تبقى وتوعدها كلشي غايكون بخير وشكون يسمعله تبعاتو للسيارة وركبت فالقدام وهو كان حط ناديا فالخلف ورافقهم أيضا علاء اللي مشا معاه أنور ومريم وابراهيم اللي مستحيل شي حد يقدر يوقفهم لحظتها ، بعد مدة وطول الطريق كان وليد كيحاول يصبر راسه ويستوعب اللي وقع معاهم قبل ساعات ماللي كسرت فرحتهم جميلة بالخبر الصاعق واللي كانت ملتفتة عندها وشادالها فيدها وكتبكي بدون توقف
جميلة:- اه ااهئ ئئ اه يا بنتي حبيبتي اه
وليد(مسح على وجهه وزفر زفرة عميقة):- كيفاش تا وصلك الخبر حكيلي شنووو وقع بالضبط ؟
جميلة(شافت فيه وتكات على كرسيها كتشوف أمامها فالطريق بحزن كبير):-اهئ خبرني جعفر بالخبر و ماشي غير هو اللي مات حتى زكية توفات وكلو بسباب البوس هو اللي عطا أمرو لفيديريكو باش يقتلهم
وليد(شهق بعمق وحل عينيه هو السبب فموت ياسر يومها عطاه العنوان بنفسه):- اللعنة اللعنة
جميلة(بقلق شافت فيه بدون فهم):- مالك أوليد علاش حاساك عارف شي حاجة ومخبيها ؟
وليد(شاف فيها مطولا ورجع ركز فالطريق):- أكيد البوس هو اللي طلب منك تخبرينا بهاد الأمر
جميلة(حلت فيه عينيها بصدمة):- لالالالا لالالالا أبدااااا متكونلكش متكونلكش أصفواااااااااااااااااااان ماشي أنا الله يخليك ماشي أنااااااااا نبوسلك يديك ماشي أنا ماشي أنااااااااا اهئ اهئ
البوس(قرب منها من جهة سريرها وشدها من شعرها):- غادي تمشي لفين أنا باغيك تمشي وغادي تبلغيهم بالخبر وياوييييييييلك وتحاولي تلعبي بيا غادي نلحقك بالموتى نتي وداك ليهودي جعفر
جميلة(شرقت من كثرة البكا وناضت كتزحف لعنده):- الله يخليك الله يخليك أصفوااااان ماشي أنا ماشي أنا اللي نقولها بحال هاد الخبر الله يخليك ندير اللي بغيت غير عفيني من هاد المشية
دفعها على الحيط تلتخت معاه بقوة وتأوهت وهي كتضرب راسها بوهن على الحيط خلفها وكتعض على شفتيها وهيا كتشوفه خارج بجبروته عليها وكيستناها تمشي تبلغ بنتها أسوأ خبر فالدنيا ..
جميلة(ببكاء):- آآآآه يا بنتي آآآه أنا اللي جنيت عليك أحبيبتي وكان مولدتكش وخليتهم يطيحوك من كرشي النهار اللول وكان كاع معشتيش هاد العذااااب ، ذنبك فرقبتي أبنتي اهئ ذنبك فرقبتي وعمرني نسامح حالي على القهر اللي خليتك تعيششششيه اهئ اهئ فينك أجعفر فيييينك دبا فيييين اهئ اهئ
حطها أمام أمر صعب مكيرحمش ولا يخلي رحمة الله تنزل ، حكم عليها حكم قاسي أنه بنفسها تمشي تخبر ناديا بموت ياسر أي عقل وأي منطق يتقبل هادشي ، وهي فشدة انهيارها ناضت وجبدت من دولابها طقم أسود تلمساتو بيدين مرتجفتين وشهقات متوقفوش ، تنهدت بعمق وحطاتو على سريرها ومسحت دموعها بعنف من وجهها المحمر وعيونها المتورمتين كانت حالتها يشفق عليها أي واحد يشوفها فداك الموقف ، لبست طقمها الأسود وبقات كتقفل أزرار الجاكيط وعينيها مسمرين فنقطة فارغة غمضت عينيها مين وصلت للزر الأخير وتنهدت بعمق وكأنها كتسحب تنهيدة من بئر عميق كانت حاسة بالخنقة اللي مستحيل تفارق قلبها ديك الفترة كلها ، هزت حقيبتها ونزلت لمصيرها لقاتو كالس على الكنبة كي الملك الظالم على عرشه وحداه فيديريكو الجلاد ديالو اللي كيصفيلو الرقاب اللي كيوقفو عقبة فطريقه كي ياسر وزكية ، تأففت فعمقها وشحال كرهاتووو أكثر من كرهها الشديد ليه وتمناتلو الموت من أعماق قلبها ،
البوس(بعينين حومر شاف فيها شوفة قاتلة):- انصرفي منا يالاه
فيديريكو(دار يدو على كتفها باش تمشا وهيا ضربتلو يدو):- تفضلي أمدام جميلة
جميلة:- نتمشى بوحدي وبعد عليا يدك المغطسة بدم الأبريااااء
فيديريكو(تنفس بنفاذ صبر):- تفضلي الآن
جميلة بأسى وقهر وغبينة كحلة فخاطرها وقلبها توجهت لفيلا وليد وخبرتهم بالمأساة الكاسرة للظهر وبالأخص ناديا اللي حست أن الكون كلو توقف فديك اللحظة ومبقاتش قادرة تتحمل أي حاجة وانهارت تماما وهاهيا دبا على السرير فالمشفى معلقيلها السيروم وحالتها متسرش
مصطفى(كيحاول يطمنهم):- رجاء ناديا خصها الراحة الوضع مكيسرش مؤشراتها تدل على تصاعد الضغط وهادا يقدر يأثر على البيبي ديالها
علاء(نحنح):- مصطفى ؟؟
مصطفى(بتعجب):- شنو أعلاء ؟؟
علاء:- يعني
وليد(شاف فعلاء بمعنى مكان مشكل):- اللي كيهم دبا أنها تكون هيا بخير
ابراهيم(بتأفف):- نقدرو نديرو شي حاجة أمصطفى ؟
مصطفى:- تت مفيدنا إلا نستناو مع أنني مكنوعدكمش تتجاوز الأزمة بشكل سريع لأن حسب مبلغتوني الصدمة كانت حادة وشديدة عليها
علاء:- بشكل أوضح مصطفى كيقصد أنها خصها الوقت فرجاء وجودكم هنا مغاديش يفيد تابشي حاجة .. سيدة جميلة بحالتك هادي راك تأذي راسك رجاء غادري ونتي أمريم مكان لاش تبقاي هنا أيضا
مريم(كتبكي بقهر):- أنا مماشياش منا تانشوووف ناديا ونطمن عليها اهئ
ابراهيم(حط يدو على كتفها):- مريم سمعتي الدكتور مصطفى شنو قال خصها ترتاح
علاء:- عفاك أختي رجعي للفيلا باش طمني الجد عيسى والباقيين
أنور(بجدية):- يفضل نغادرو كاملين
وليد(بتلع ريقه):- جميلة واش نتصل بشي حد يجي ياخدك ؟
جميلة(شافت فيه بتشتت):- مستحيل نغادر المشفى واللي بغا يمشي يمشي
مريم(عصبتها):- بعد إذنك نتي شكووون تكوني اللي جاية ومبلغانا بالخبر ودبا باغية تزيدي تقهري فناديا عاد بوجودك هناااا ؟؟
جميلة(حلت فمها شاهقة):- أنا .. ؟
ابراهيم(وقف وسطهم):- مريم الله يهديك حنا فمشفى
مريم(بعنف وعصبية كتمسح دموعها وكتغوت على جميلة):- خليني أبراهيم نتي باشمن حق باغية تبقاي مبعد الشي اللي درتيه يالالة سيري وخلينا فحالنا إلى جات على خاطرك وبلاما تتأزم حالة ناديا إيلا شافتك عاد هنا كدوري
جميلة(شافت برجاء فوليد باش يتدخل وهيا كتبكي):- …. لارد
وليد:- مدام مريم المدام جميلة كتعتبر ناديا بحال بنتها بحكم الخدمة ديالهم جميع علاش تلقايها متأثرة شوية
مريم(شافت فيها بسخرية):- إذن سمحيلي نبلغك أن نادياا ممحتاجاش وحدة بحالك تواسيها
جميلة(بانهيار تسحبت للخلف وكلست على أقرب كرسي بتعب):- اهئ اهئ
ابراهيم(مخلاهش تاينطق شدها من يديها ومشاها):- يلاه أمريم
وليد(شاف فرجائها وتنهد بتعب):- يكون الخير
أنور:- عن إذنكم والله يطمنكم عليها
علاء(جبد باباه على جنب):- بابا رجع للفيلا و..
أنور:- عارف شنو غادي تقول ولا عليك أنا غادي نهتم بيهم ونرجعهم للدار معا خوك نوفل كون هاني
علاء:- ميرسي بابا وانا مبعد نتصل ونطمن
أنور:- تمام الله يعاون
وليد:- شكرا ليك أدكتور
مصطفى:- إذن مستر وليد ؟
وليد(التفت وشاف جميلة كالسة موراه وكتبكي بانهيار):- من فضلكم أنا باقي هنا ويلا كان الأمر فيه شي إجراءات مستعد نقضيهم أو حتى نغادر بناديا للمشفى اللي فيه الدكتور مصعب
علاء:- مستر وليد حشومة تفكر بهاد الطريقة ناديا راها بحال ختنا ومستحيل نتخلاو عليها وخذ راحتك ويلا خصك أي حاجة أنا غانكون موجود
وليد(بامتنان):- نقدر نشوفها ؟؟
علاء(شاف فمصطفى اللي تنهد):- غادي نسمحلك ب 5 دقايق ويلا بغيتها ترجعلنا كيف كانت عطيها مجال
وليد:- شكرا أدكتور علاء أنا جدا ممتن ليك
مصطفى(توجه عند جميلة وهوما مشاو):- تفضلي أمدام باش تطمني على مس ناديا
جميلة(بفرحة):- بصح نقدر نشوفها ؟
مصطفى:- ماشي لوقت طويل لكني شايف أنك بحاجة لذلك
وليد دخل لغرفتها كانت ناعسة فسكون يدها مربوطة بالسيروم وفعالم تاني غير العالم المؤلم اللي صبحو عليه ، تقدم نحوها بخطوات ثقيلة وارتباك وهو كيشوف فيها بتأثر ، معارفش شنو خصو يدير واش يحزن لحزنها على غريمه اللي قلبها باقي معلق بيه والدليل حالتها بعد سماع الخبر بقدر وجعها بقدر وجعه وانكسار قلبه محيت ناديا كتبغي ياسر وهادا مستحيل شي حد يقدر ينفيه ، شد على راسو كيحاول يستدرك كلشي وقع معاهم ياسر مااااات كيفاش تا مات هادي ميمكنش العقل يستوعبها وخصو ضروري يتحاسب معا للي كان السبب غير بيلاما طمن على ناديا ، اقترب منها وحط يدو على يدها الناعمة اللي حاطة فيها خاتمو ومنزعاتوش من يوم الحفلة بتأثر وعيون دامعة شاف فحالتها المنكسرة شفاتو بزاف وتفهم حزنها ومبقا باغي والو من غير أنها تفيق وترجعلو كيف كانت ؛ وهو على هاد الوضع دخلت جميلة موراه بخطوات بطيئة وأنفاس مخنوقة كاتمة شهقتها بيدها وكتشوف بتأثر فناديا
جميلة(بدموع حارقة):- آه يا بنتي وماصرالك
وليد:- جميلة الله يخليك ماشي وقت هاد الكلام
جميلة(بشوفة منكسرة):- مكانش اللي دمر حياتها قدي أنا أنا لوكان وقفت فوجهه ومخفتش كنت قدرت ننقذها ونجنبها تعيش فهاد الآلام والمصايب اللي كتجيها وحدة مور وحدة
وليد(بألم):- دبا مافيدينا منديرو أجميلة هادا قدر وكان مكتوب
جميلة:- معمرها غادي تسامحني اهئ اهئ يا بنتي اه سمحيلي يا حبيبتي سمحيييييلي
وليد(بصعوبة تحرك وربتلها على كتفها وهو عاقد حواجبه):- خليني نوصلك
جميلة(بهلع):- مستحيل مستحيل نرجع عنده أوليد عفااااك عفاك خلييني نمشي للفيلا ديالك باغية نبقى قريبة من بنتي الله يخليك متخليهش يجبرني نرجع لتما على الأقل فظل هاد الظروف اللي كان هو سبب فيها عفااااك أوليد كنترجاك اهئ
جميلة(تنترت من يدو):- قتلك أنا مباغياش نفارق بنتي خليني معاك تاناخدوها بجوج للفيلا
وليد(بنفاذ صبر):- جميلة أنا مورايا بزاف مايدار خليني نوصلك ودبا بقائك معندو ميزيد ولا ينقص رجاءا تعاوني معايا
جميلة(تنهدت بعمق ونزلت راسها الأرض):- طيب امممم
وليد تنهد بارتياح وخرج هو وياها مالمشفى وداها للفيلا فسيارتو وطول الطريق وهوما ساكتين أصلا تاشي حد فيهم مكان عندو ميقول هو مجروح على حبيبتو وهيا مقهورة على بنتها وكليهما حزينين على ناديا اللي كانت مزال على حالها غايبة عن هاد الوجود وعما يحدث فيه ، وصل هو وياها ولقاو عاد سيارات الضيوف موجودة واستغربو ذلك قبل ميدخلو خرج عندهم جاد مهرول
وليد(وقف وشاف فيهم حايرين):- يا جماعة الدكاترة طمنونا عنها وخبرونا غادي ترجع لوعيها فأقرب وقت ولازمها راحة وفضلت ننقلها للفيلا هنا باش تاخد الرعاية اللازمة ليها
ليلى(بقلق وعيون مبوقلين بالبكا):- طيب نقدرو نجيو نطمنو عليها من وقت لآخر ناديا غاتكون بحاجة لعائلتها ؟
وليد:- أختي ليلى أكيد مرحبا بيكم فأي وقت
ليلى(هزت محمد وأمنية شدت زياد ورياض من يديهم):- إذن وجودنا مالو تا داعي دبا تالمبعد ونرجعو نطمنو عليها
وليد:- عمااااد البيت دال الضيوف اللي بجنب المكتب لهيه تتحضر للسيد عيسى على الفور
عماد(بموافقة):- تمام غادي نأمرهم باش يبديو التجهيزات
عيسى(بخجل):- مباغيش نزعجكم رجاء
وليد(قاطعه بشدة):- أنا حريص باش تكون على راحتك وزايدون مدرت تاحاجة عفاك خليني نكون على راحتي
عيسى(بقلة حيلة):- طيب
وليد(رجع يودع مريم اللي مشات رفقة نوفل وعزيزة):- مدام مريم كوني قريبة الله يخليك لأن ناديا بحاجتك كان الود ودي نقولك بقاي معانا لكن مجاياش نتي فاهماتني طبعا
مريم(بحزن وأسى زفرت بعمق):- بلاما توصي أمستر وليد ناديا ختي ومستحيل نخليها فهاد الظرف عالم الله شنو غادي دير بمجرد مترجع لوعيها لأنه مستحيل تستوعب اللي وقع ولا بشكل مالاشكال غير الله يخفف عليها وصافي هادا مكنتمناو
وليد(بصعوبة نطق):- إن شاء الله
مريم:- ماما خلينا نمشيو
نوفل:- الله معاكم
وليد(كيودعهم عند الباب وبقربه جاد): الله يعاون شكرا شكرا ..
جاد(تنهد بعمق مبعد ممشاو):- زعما يكون هادشي بصح قلبي مخطوف من لحظتها
وليد(شاف فيه مليا):- وانا بحالك وخايف على ناديا
جاد:- أنا خايف من حاجة تانية إيلا مشات تا لغات الزواج شنو غادي دير ساعتها ؟
وليد(بتخوف):- تلغي الزوااااج وشنو دخل زواجنا فاللي جد ؟؟
جاد:- ههه مشفتش الحالة اللي وصلتلها راها كانت تبكي عليه
وليد(باغي يتهرب من هاد الكلام من خوفو الشديد):- يوووه بكري على هاد الكلام أهم حاجة دبا هيا ناديا
جاد(تفهمه وربتلو على كتفه):- خلينا ندخلو ماشي زينة وقفتنا هنا عند الباب واللي لداخل قلبهم محروق
وليد(دخلو وتوجهو عند عيسى اللي كان غير كيشوف بأسى وحزن):- سيد عيسى محتاج شي حاجة ؟
وليد(لعماد):- طيب شكرا بزاف أهيلين …عماد إيلا سمحت خذ السيد عيسى لبيته يرتاح
عيسى(شاف فوليد):- غادي تجيبو ناديا ياك ؟
وليد:- مساءا تكون هنا
عيسى(بحسرة تنهد بعمق):- على الله ..
وليد(شاف عيسى دخله عماد للبيت وسدها موراه وانحنى عند راس جميلة):- طلعي أجميلة معا عماد رتاحي شوية
جميلة(بخوف كتحرك يديها):- و البوس ؟
وليد:- أنا غادي نحل المووضوع غير طلعي نتي ومتشغليش بالك .. هيلين رافقي مدام جميلة ومتخلي تاحاجة تخصها
هيلين:-أكيد تفضلي أمدام جميلة
جميلة(وقفت بتثاقل وتعب):- شكرا أوليد على كلشي
وليد(بتاسملها بحزن):- كوني متماسكة
جميلة(بدمعتين حارقتين نسابو من عينيها):- ربي يسهل
وليد(التفت مبعد مطلع الجميع وبقا غير هو وجاد):- أوياك وتخلي الفيلا بقا هنا أجاد أنا عندي مشوار ضروري خصني نقضيه ؟
جاد(بعدم فهم):- داكشي اللي حسيت تانا ، جميلة هنا والجد عيسى شنو واقع ؟
وليد:- جميلة ترجاتني وهيا خايفة مالبوس و عيسى شفتو كيفاش ملهوف على حفيدته
جاد:- طيب نتا علامن ناوي وفين غادي ؟
وليد(بنظرة جامدة):- ضروري منشوفو
جاد(حل فمه بصدمة):- نتا مجنووون
وليد(خارج):- دير اللي قتلك متخرجش من الفيلا تحت أي ظرف من الظروف وانا غادي نتصل بيك
جاد(مفاهم والو):- طيب أنستناك
مشا وليد فطريقه لفيلا البوس وقلبه مليان حقد وغضب وغل وكره وكاع أنواع المشاعر السيئة ، كان كيصوك وفعينيه الشر حتى لفوقاش نسبة الوفيات غاتبقى فارتفاع معا هاد البوس واش مكاينش شي حاجة تردعه ، اللي دارو لا يغتفر لا يغتفر خصو اللي يواجهه وهاد المرة مغاديش يسكتله وليد ، وصل وهو مغلغل كيشوفهم كيركبو فباب جديدة وابتسم بسخرية محيت انتبه لانكسار الجوانب وعرف أن هاد التصرف مغايجي إلا من جعفر اللي الواضح أنه فأقسى درجات الألم ..
وليد(بحزم نزل من سيارته وتوجه ناحية الفيلا ولقا فيدريكو مسمرلو عند الباب):- باغي نشوف البوس
فيديريكو(بتلاعب وستفزاز):- حاليا متقدرش تشوفه هو كيرتاح
وليد(علا حواجبه بصدمة بلهاء):- بصصصح يا الله فعلا حسنتلو العون يكون مرهق مبعد كاع اللي داره لكني كنستغرب نتا واش ماحاسش بالتعب ولا بتأنيب الضمير ؟
فيديريكو(طلق ضحكة عالية):- تأنيب الضمير فمجالنا ههههه شنو واقعلك امستر وليد ياكما الحب خلاك رهيف تالهاد الدرجة ؟؟
وليد(بتلاعب بنفس لهجة فيديريكو):- لو كنت محلك نخاف على مكانتي لأن الجلاد مصيرو فالأخير واضح
فيديريكو(بحدة):- طالما أنا فيد أمينة يعني مكانش شي خوف عليا
وليد(بصرامة):- دخل بلغ سيدك بوجودي حاااالا
فيديريكو(معجباتوش لهجة وليد وتنفس الصعداء):- بقا مكانك دقيقة ونرجعلك
وليد(ربع يديه كيشوف فيه وغمض عينيه بشدة ودفعو بصبعو باش يبعد عن طريقه):- حيد هاكا سان نشوف !!
فيدريكو:- ستنا متقدرش تدخل حتى نعطيه خبر … مستر وليد
وليد(دخل بقوة لداخل الفيلا وشاف بعينيه فكل محل مبانلوش وتوجه مباشرة للمكتب ودخل عليه وقفل الباب موراه بالساروت):- أنا كنت واضح معاك
فيدريكو(كيدق فالباب ويعاود باش يفتحله):- ولييييد مستر وليد فتح الباب
وليد(تقدم نحو البوس لمكتبه وضرب فسطح اللوح):- أنا كنت واضح معاك ولا مكنتش وااااااااااضح ؟؟ قتلك متقربش من نااااااااديا ولا من أي حد كيهمهااااااااا ونتا شنو درت مشيت قتلت ياسر و زكية حتى هياااا نتا شنو شنو واش صائد أرواح مكتشبعش مالمووووت وأشباح الموووت .. كيكادير ترتاح كيكادير تشوف فراسك فالمراية كيكادير تحط راسك على الوسادة بدون ميجيك تأنيب ضميييييييييييير … جاوبني ؟؟؟؟؟؟؟
البوس(جمع يديه كيشوف فيه ببرودة):- كلس وخلينا نتكلمو
البوس(بهدوء تام):- مالك .. أعصابك عادي المسألة بسيطة ضيافتو معانا كانت مؤقتة وكان لازم تقتله منهار عترت فيه ولأنك واقع فشباك اللي كانت مراتو نحنحتلك و خلاتك تمشي حسب رغبتها هيا ، مع أنه سبق وقتلك صراع رجلين على امرأة كينتهي بموت أحدهما وسعيد جداااااا أنك مكنتش هاد الأحد .. سووو لازم تبارك لنفسك
وليد(مغلغل لداخل وحاس بالكره والجرح القديم كيألمه أكثر):-نتا بدون قلب ولا ضمير ولا إحساس خسارة فيك تالهدرة
البوس(شافه ماشي):- فين جميلة ؟
وليد(التفتت بعنف):- فضيافتي هاد الفترة ورجاءا متسولش فيها لأنني بحاجتها تجمع معايا الخراب اللي تسببت فيه
البوس(بابتسامة كلس على الكرسي ودار رجل على رجل):- شوف المسألة من وجهة نظري غادي تجيك أسهل
البوس(دار السيجار ففمه بابتسامة):- ههههه كلامك كيشبه لكلام جميلة مع أنكم مفاهمينش أنني كنقدملكم أكبر مساعدة ممكن تحظاو بيها بصح الجنس العوج عمرو ميتعدل
وليد(التفت عندو بنظرة نارية وكلها شر):- يفضل تخلي الساحة هاد الفترة الوضع مكيتحملش
البوس:- أنا معول على جعفر هوا بوحدو اللي غادي ينهي العملية
وليد(بتأفف جاي ماشي وتوقف ودار عندو):- كيفاش حتى مات ؟
البوس(ريشلو بصبعو بإشارة مسدس):- طاااخ فصدرو جا طايح وسط البحر
وليد(هز حاجب وبنظرة أليمة):-والجثة ؟
البوس(بابتسامة انتصار):- بح صرطها البحر وتعشى بيها الحوت
وليد(بعدم تصديق كيشوف فيه بملامح صامتة):- متأكد ؟؟
البوس(حل فيه عينيه ووقف بدون إدراك متقدم نحو فيدريكو وشدو من عنقو):- أوياااااااك ويصورلك بالك تجي حدا وليد أو ناديا ياويلك مني ساعتها مغاديش تشوف النهار وغادي نحرص باش نخليك تنسى اليوم اللي عرفتني فيه
البوس(طلقه وبعد عليه مبعد مزفر زفرة بتعب):- خرج عليا منا دبا باغي نبقى بوحدي
فيديريكو(كيتلمس رقبته):- عن إذنك أسيدناااا
خرج فيديريكو وهو مكمش عينيه بلؤم وكاره التمرميدة اللي كتصيبو دايما مالبوس كلما ذكرله موضوع وليد وكره كاع وخرج يكمي سيجارة برا الجردة وهوو كيتنفس الغضب اللي فيها معا دخانها ، وليد غادر الفيلا وفخاطرو حامل معاه آلام لا يمكن توصف علاش مات ياسر وفهاد التوقيت بالضبط حس باللي ختل توازن حياته وتحط فوسط نقطة ميقدر لا يزيد ولا يرجع للخلف ودبا بديهيا ناديا مغاديش تكون بخير هادا ياسر روحها اللي تخطفت منها فبلاما تكذب على راسك أوليد ، كاع هاد الكلام كان كيوجهه لنفسه وهو مخنوق ، مباشرة توجه للمشفى ولقا علاء فانتظاره وستئذن ودخل عندها للغرفة وبقا كالس مقابلها مبعد مسمحلو مصطفى بذلك ، بقا كيحاول يتصل ويعاود باش يوصل لمصعب اللي تليفونو كان مقفول طول النهار ولعن الصدف فخاطره لأنه لو كان متواجد مصعب تاهوا دبا حداه كان طمن أكثر خصوصا أنه باغي يخرجها داك المساء فضروري مصعب ميحضر ، رجع تليفونو للجيب وبقا متبعها بعينيه وكيزفر بتعب ويتسائل شنو ممكن دير مين تفيق مالصدمة اللي تعرضتلها داك اليوم ..
الكل كانو فمود حزين ومصدومين من الشي اللي وقع وفاة ياسر طاحت على راسهم كي الصاعقة وخلاتهم مدهوشين وغير حالين فامهم مستغربين ومقادرينش يصدقو اللي وقع ، أنور وصل ليلى لدارها وغير وصلت نعست ولدها الصغير والتانيين دخلتهم يتفرجو وهي نسحبت لبيتها وكلست بصمت عند منضدة مرايتها حتى انفجرت مبعد لحظة بالبكا كتبكي وتعاود مقادراش تصبر ولا تسكت تغبنت وحست كلشي تراكم عليها ، ياسر فنظرها ميستاهلش اللي وقعله ميستاهلش كيفاش حتى يموت بهاد السهولة مسييكين مفرح تانهار كيف الناس دغيا دغيا الدنيا دمصاتو وسط الدموع وداتو بالدموع ، دخل علاء اللي انسحب مالمشفى بعد حضور وليد ولقاها على ديك الحالة وهيا غير شافتو أجهشت بالبكاء أكثر وبعيون منسكرة شافت فيه كتشهق وتحاول تتماسك ، علاء حط سوارته وحيد جاكيطو وتقدم عندها ببطء ربتلها على كتفها وجا خلفها فالمراية كيمسحلها على راسها اللي حطاتو على صدرو كتحاول تخفف شوية من آلامها و مأساتها وهو مبخلش عليها إنما وقفها وخدااها فحضنو لربما استطاعت تتجاوز الأمر اللي يستحيل يمر مرور الكرام لأن هادا ياسر ماشي شي إنسان غير، وهو دوره يوقف معاها وضروري متتعدى هاد الحالة بشكل أو بأخر ، فدار مريم كانت عزيزة فبيت الضيوف كالسة كتبكي وكاتمة فمها بشالها باش ميتسمعش صوتها هي الاخرى كتشهق بحزن وشادة على قلبها هاد المصيبة اللي طاحت على راسهم كي القدر المستعجل حطمتها وخلاتها مالداخل هشيشة بزاااف ومقادراش تصبر راسها .. دخلت عليها مريم اللي كانو عينيها هيا التانية مبوقلين بالبكا كتمسح فنيفها بمشوار وفيدها صينية الأكل ودوا عزيزة
مريم(حطتها على الطابلة):- ماما الله يخليك صبري روحك راه هادشي اللي كديريه فراسك دبا يأثر عليك وتمرضي
عزيزة(بقهر وحرقة):- اهئ مقادراش نصبر أبنيتي مقادراش ولدي ياسر كان زيييين وراجل الله يعمرها سلعة تخطف أبنتي تخطف وهو مزال شاب صغييير اهئ اهئ
مريم(كلست حداها وشدتلها يدها بتعب وحزن هي الأخرى):- يا ماما ندعيولو بالرحمة هادشي اللي نقدرو نديروه
عزيزة(كتمسح وجهها بمشوارها):- آه يابنتي وقلبي مقطع على ناديا مقادراش نتحمل مصيبتها وحاسة باللي الأمور السيئة كلها جاية ورا بعضها
مريم(بقلق):- برا والباس أماما مالنا على هاد الفال ، ياسر وأجلو وفا مغاديش ندخلو فحكمة الله وقدرو
عزيزة:- ونعم بالله بصح أبنتي صعيب صعييييب وبزاف باش هاد الكلام اللي كتقوليهلي تخبري بيه صاحبتك اللي ليوم فقدت فيها راجلها اللول وهادا إنسان تعلقت بيه وحباتو برغم اي جديد جد فحياتها الآن
مريم:-مختلفناش أماما عندك الحق بصح خصنا ندعموها ونوقفو بجنبها باش تتجاوز هاد المرحلة
عزيزة:- ع الله أبنتي تتجاوزها أنا اللي مخوفني تمرض ولا يتعرض البيبي لشي حاجة لا قدر الله
عزيزة(خداتها فحضنها بحب):- آه يا بنتي منقولو خرجنا من حاجة حتى تخرجلنا حاجة ماكبر منها شكون كان يقول ولدي ياسر يموت هاد الموتة وتاشي حد ماكاين معاه ، إلا بالحق هاديك المرا معلمتهم فالخدمة شفتها فشي شكل كاع مرتاحيتلهاش ؟؟
مريم(هزت شنافة ونزلت شنافة معصبة من جميلة):- يالطيف جات كي الغراب كحلتها علينا
عزيزة:- مفهمتش علاش السي وليد شدها معاهم فالفيلا باينة شخصية مهمة عندهم
مريم(كتشوف فيها):- مهمة عليهم أنا إلى شفت وجودها مضايق ناديا غادي ننطق والله منسكتها
عزيزة:- تتت يا ربي على بنتي ناديا مسكينة عالم الله كيف تنوض شنو غادي يوقع
مريم(بخوف):- غير خليها ع الله أماما
سارة:- مامي فين ناديا وعلاش كانت تبكي ؟
هيلين:- اممم صغيرتي ناديا عيانة شوية
سارة:- لكني مفهمتش ؟
هيلين:- هففف قريب ليها فارق الحياة وكانت تبكي عليه هه يا إلهي شكون كان يصدق
وليد:- تمام اتفقنا ورجاءا خلي عماد يهتم بأكل السيد عيسى ودواه وانتبهوله
جاد(مشا ودارلو إشارة التمام):- سي يو
وليد ودعه وحط يديه على حافة الدرج الخاص بالمشفى كيتنهد بتعب لربما خرج ديك الغمة اللي كاتمة على إحساسه ، مسح على شعره وتنهد بعمق وتوجه لغرفتها مجددا كيشوف فيها ساكنة عكس الحالة اللي فاقت بيها قبل شوية كتغوت وكتحاول تحيد خيوط السيروم ولوكان متدخلش مصطفى بسرعة وحقنها بمهدأ كانت خرجت مالمشفى هربا منهم ، زفر وليد ولعن نفسه اللي مكانش موجود ديك الساعة ، بقا مقابلها كالس على كرسي حداها كيشوف فيها ويشوف فحياتهم الحالية علاش زعما القدر حط فطريقها ياسر هو اللول مع أنه مكانش كيفصلو عليها بزاف يعني لوكان شافها هو اللول كان حظى بيها وكانت من نصيبه لكن للأسف هاكدة وقع وكان ياسر أوفر حظ منه مهما ادعى أنها كتتجاوب معاه فشي مراحل أو كتستقبل مشاعره وكتقدرها إلا أنه كان كيوهم راسو بحبها ليه حتى لو كانت متعلقة بيه فعلا إنما اللي وقع هاد اليوم يثبت نظرية قلبه اللي معذباه طول الوقت واليوم تيقن منها بشكل ملحوظ ، شحال تألم وحس بالخوف فداخله كيتسلل وباغي يدخله فمتاهة جنونية وهو على يقين تام بغرامها لياسر اللي ممحاتوش تافعايله المشينة ليها وتصرفاتو الأخيرة ، آخ زفر بعمق وهو كيحاول يبعد على راسو بحال هاد الأفكار وكيدعي الله يحفظها ليه وتولي أحسن ووتجاوز هاد الأزمة ، مع أنه كان عارف استحالة الدعوة ديالو تتحقق فالوقت الحالي إلا أنه من صميم قلبه كان يتمناها ترجع على ما يرام ..
فنفس الليلة نظرا لتأزم حالة ناديا من جديد مصطفى خبر وليد باش يخليها تبات تما ديك الليلة وطبعا وليد ألزمه باش يخليه يبقى تما بقربها ومكان على مصطفى إلا يسمحلو يبات معاها فالغرفة اللي هيا ناعسة فيها ، لكن قبل ما تصل بجاد وخبره باش يطمن الجميع أنها بخير وعلى الأرجح غدا يجيبها ويجي للفيلا والسي عيسى كان مقلق حس بالخوف من جاد اللي حاول يطمنه بشتى الطرق لكن ولا كان يقتنع
جميلة(كانت كالسة فالصالون كتستنى عماد يجيبلها كنينة ديال الراس):- سي عيسى راه وليد معندو علاش يكدب طمنا عليها وراك سمعتو بودنيك غدا يجي ويجيبها معاه
عيسى(متنح كاع مدايهاش فيها):- سي جاد أنا باغي نمشي نزور حفيدتي الله يخليك متوقفش فطريقي
جاد(بمحاولات يائسة معترض طريقه بالكروسة):- نتا على مسؤوليتي دبا وليد موصيني عليك وخصك تسمع الكلام إيلا بغيت تساعد ناديا ترجع كيف اللول خصك تكون مرتاح
عيسى(براس كي الحجر):- قتلك أنا منرتاحش إيلا مشفتهاش
جميلة(وقفت وربعت يديها بتثاقل أونفاص ليه):- جاد الله يخليك ممكن تخليني معا السي عيسى بوحدنا واحد الدقيقة ؟
جاد:- أهاااه إيلا قنعتيه طبعا علاش لا
عيسى(مباغيش وحرك كروستو باغي يرجع للبيت اللي كان فيها):- أنا داخل بيتي
جاد:- طيب أنا طالع شوية نشوف ساريتا ومبعد نرجع
جميلة(حركتلو راسها وتبعت عيسى لبيتو وقفلت الباب موراها وهو التفت عندها بعصبية):- خصنا نهدرو
عيسى(بعصبية):- بيني وبينك مكان كلام
جميلة(كلست على الكنبة):- بيني وبينك كاينة ناديا متنساش هاد الشي
عيسى:- عفوا منك ماشي أنا اللي نسيتها هادي 23 عام وعاد فقت مالقلبة
جميلة(شدت على جبهتها بتعب وريشتلو باش يسكت):- الله يخليك متقلبش عليا المواجع اللي فيا يكفيني نتا لا كنت معايا ولا عارف ظروفي اللي تحطيت فيها واللي ضطرتني ندير اللي درت
عيسى(بعتب):- آشمن ظروف اللي تجبر أم تسمح فبنتها اللي مكملتش الشهر جاوبيني ؟؟
جميلة(ببكاء):- السي عيسى كنترجاك تقفل عليا هاد الصفحة لأنه لا الوقت مناسب ولا الظرف كيسمح اللي كيهمنا دبا هيا بنتي توليلي مليحة وبصحتها هادا مبغيت ونتا بسيف عليك تتعامل معايا
عيسى(تاهوا كان فيه اللي يكفيه):- ممكن تغادري الغرفة ديالي باغي نبقى بوحدي
جميلة(وقفت بتعب):- متحكمش على الناس مالمظاهر ألسي عيسى راك كبير وفاهم الدنيا كيفاش دايرة كاع ميخدعكش المنظر شحال من شجرة تلقاها واقفة ولداخل كاليها النمل ومخربها
خرجت ومستناتوش يعلق وهو عقد حواجبه متبعلها العين وهي كتخرج من بيته وقفلتها موراها مبعد متنهد بتعب وتوجهت مباشرة لغرفتها اللي حضروهالها وقررت تبقى تما حتى يحن الله وترجع ناديا بالسلامة ، عماد حاول مع الجميع باش ينزلو يتعشاو لكن الكل كان ملاقي فين يزيد اللقمة عاد عتدرت هيلين وجاد لكن خلاو عماد ياخد أكل لغرفة جميلة وعيسى ويحرص بنفسه على تناولهم الأكل ، عيسى رفض لكن عماد حضرلو دواه وكان لابد مياكل شي حاجة باش متتأثرلوش المعدة زيادة على تليفون مريم ليه واللي ترجاتو باش ميبقاش بدون أكل وأن ناديا غادي تزعف إيلا أهمل صحته ولقا راسو مضطر باش ياكل ولو قليلا من أجل حبيبتو ناديا ؛ جميلة نفس الشي بحالها بحال جاد وهيلين لكن عماد خلالها الأكل فالغرفة وخرج لربما بدلت رأيها ، وساريتا تكفلت بيها لين طول داك اليوم وكانت كي الرحمة ريحتهم منها وهتمت بيها مليح .. أما فالمشفى أخيرا شرف البيه رومانسي ولقا وليد معصب منه وعلى آخره
وليد(فالكولوار):- نهار كامل أصاحبي نهار كامل ونتا قافل تليفونك ؟؟
مصعب(بلهفة):- والله أخويا وليد كان عندي شي حوايج ضروريين وتليفوني سالاتلو لاشارج تاشعلتو وشفت ليزابيل ديالك وانا نتصل نشوف شنو واقع
وليد:- صونيتلك حتى فالفيكس ديال دارك كان مشغول والله حيرتني
مصعب(بتلع ريقه):- عموما خبرني شنو اللي وقع لناديا كيفاش تاوصلت لهاد الحالة وتأزمت وضعيتها ؟
وليد(تنهد بكره من هاد القصة):- أوووف دخل معايا وانا نحكيلك
مصعب بتلع ريقه ورافقه لغرفة ناديا منها يحكيلو وليد آش وقع ومنها يقرا التقرير ديالها ويفهم وضع حالتها بشكل أوضح ، وهو كيسمعلو شرد فذكرى تلك الغجرية اللي سلبت لب عقله واللي شغلاتو داك اليوم عن الكون كله
زكية(كتحاول تنوض من محلها):-آه اممم
مصعب(طار عندها):- هييه هيي واسم راكي ديري نتي باقي عيانة مخصكش تنوضي من محلك
زكية(بتعب):- عفاك أمصعب أنا مليت بهاد الرقدة خليني نتحرك شوية
مصعب(قريب من عيونها وتلعثم):- هااااه
زكية(انتبهت لقربو وشرودو فيها وعقدت حواجبها):-مصعب قتلك بغيت نوض من هاد السرير ملييييت
مصعب(تنبه وسندها بيدو):- طيب دورة خفيفة فالدار وترجعي لمحلك
زكية(بفرح):- ههه أكيد
سندها مصعب بيديه ووقفت بتثاقل شادة على جنبها المصابة فيه وهو غير بسياس حركها لوهلة ختل توازنها وشدها من يديها بقوة وحاوطها بيدو على كتفها وبقا مسندها وهيا بقرب صدره تقريبا ،رتبكت وتنهدت بعمق وعلات راسها شافت فيه باستغراب لكن ابتسمت وحست بالنشاط بنهوضها من السرير اللي قنطها ، مصعب ورالها أركان البيت وكان كيمزح معاها فكل مكان كيدخلولو وكيخبرها على عدة قصص ليه ومغامرات وهيا كانت كتسمعلو بانتباه وتركيز تام وعينيها كيلمعو عاجبها سير الحديث وخصوصا أنها كانت تحاول تذكر شيء من ماضيها لكن صعب عليها الأمر ، وقررت تسمع نصيحة مصعب في انها تأقلم معا واقعها دبا وتتعافى وتعيش وكأنها ولدت من جديد ومرحلة بمرحلة غادي تسترجع ذاكرتها مبعد متبدي المعاينة عند الطبيب المختص بهاد الحالات ، وعليه قضى معاها يوم مميز وخلاها تكلس فالشرفة شوية تبدل الجو وحس بالفرحة لأنه قدر يخليها تستمتع ونسا راسو وتليفونو والعالم كامل لأنه معا سندريلا ديال أحلامه ميمكنش شي حاجة تشدو عليها أو تلهيه ..
وليد(كيهزز فيه محيت شافو شرد):- هيييه عمووو فين سرحت ؟
مصعب(انتبه وتنحنح):- أ.. هاه لا معاك معاك
وليد:- شنو بانلك فالتقرير ؟
مصعب(فيدو تقرير حالة ناديا):- انهيار عصبي حاد الحمد لله الجنين دارولو سونار هو بخير مي حالتها هيا ومعدل ضغطها مكيطمنوش
وليد(هززلو راسو بقلق عاد):- آه بمعنى ؟
مصعب(رجع التقرير بلاصتو وشاف فوليد):- بمعنى ناديا فحالة صدمة مقادراش تستوعبها علاش كتلقاها تفيق وهي فحالة لا وعي أظن غادي نعانيو بزاف الفترة الجاية لأن بحال هاد الحالات مكتكونش تصرفاتهم مضمونة
وليد(بقلق حل فمو وشاف فيها):- وشنو المعمول فنظرك ؟
مصعب:- خصها الرعاية اللازمة والمراقبة وخصكم متغفلوش عليها ولوكان تسمع رأيي تخليها هنا أحسن حنا مضامنينش كيتفيق شنو ممكن دير .. إلا بالحق شكون قتلي توفالهم ؟
وليد(هزز عينيه بتعب ونزلهم الأرض شنو يقول وشنو يخبي):- واحد مالعائلة
مصعب(بحزن كيشوف فناديا):- الواضح أنه كان عزيز عليها بزاااااف وإلا مكانتش وصلت لهاد الحال
وليد(شاف فيه بغمة نتاع زيد قهرني زيد):- عموما راه تا الدكاترة علاء ومصطفى خبروني قبل أنني نقدر نغادر بيها لكن ع حسب مشفت يمكن خصها عاد تبقى هنايا شي يامات تحت رعايتهم
مصعب:- لكن اللي غادي يحدد هاد الحالة هي ناديا بوحدها مين تفيق تاني وتسترجع وعيها
وليد:- اففف طيب غانشوفو أنا غادي نبقى معاها هاد الليلة الدكتور مصطفى سمحلي نرافقها طبعا مبعد مسمعتو ديباجة طويلة عريضة واللي كنت نتا السبب فيها لوكان جبتها عندك وكان كان الأمر أسهل
مصعب:- سواء هنا أو تما مكان تاشي حاجة غادي تتغير للأسف ناديا على نفس الوضع
وليد:- المهم دبا بلاما نشطنك معايا تالغدا ونتاصل بيك ونخبرك بشكل محدد واش غانخليها ولا ناخدها للفيلا
مصعب(متحرك باش يخرج برا الغرفة):- تمام وانا غادي نفوت عند الدكتور مصطفى شي شوية باش نطمن أكثر
وليد(ربتلو على كتفو بابتسامة):- أوك مصعب تهلا فراسك
مصعب:-يلاه أخويا والله يطمنك عليها
وليد(بتمني شاف فناديا بطرف عين):- آمين يارب
مصعب(كيحاول يطمنه):- الله معاك
مشا مصعب ودخل وليد مقلق للغرفة حيد جاكيط الكوستيم ديالو وعلقها على الكرسي وجره بخفة حطو بقرب سريرها وكلس ، جبد تليفونو من جيبو وشاف فيه ورجعو لمحله وجمع يديه وبقا كيشوف فيها وهيا نائمة كتبان هادئة ولكن هادشي كلو بواسطة المهدئات ، زفر بحنق لحالتها اللي وصلتلها وحس بحرقة فخاطره وبقا كيدعي الله كي تفيق تكون بصحة أحسن إن شاء الله ، مصعب تلاقا بمصطفى وتكلمو على حالة ناديا ومصطفى مضافش شي حاجة على اللي موجود فالتقرير ديالها وتفاهمو باش بجوج بيهم يوقفو معاها فهاد المحنة أكيد ..
فنفس الليلة المشحونة كانت جميلة كالسة فالبيت على السرير وحاطة راسها على حيطه وشادة على قلبها والدموع الصامتة نازلين من عينيها وفيدها صورة ناديا لقاتها فالفيلا فواحد الكادر وهزتها ودبا ماللي دخلت لبيتها وهيا كتشوف فيها وتتحسر على بنتها وتبكي ، أما عيسى فكان حالو مكيختلفش على جميلة مورك على سريره ومأثر على حالة حفيدته وحاس بالإختناق من كلشي محيط بيه لا هو فالمكان اللي مرتاحله ولا قادر يمشي ويتخلى على ناديا اللي لازم كيتجي تلقاه بانتظارها وبهاد الطريقة غادي يحس أنه مواسيها حقا ففراق ياسر اللي كيعرف عز المعرفة أنه لا يمكن شي حاجة فهاد الوجود تواسيها ففراقه محيت هو اللي عارف قداش كانت تبغيه ، برغم نظرتو صوب وليد وعلاقتو بناديا إنما فالأساس كان محروق قلبه محيت عارف وليد مهما فعل ناديا صعيب عليها تحبه بنفس القدر .. هيلين كانت كتطلي فيديها مستحضر مرطب وهيا كتشوف فجاد وكتسمعلو بانتباه وهو كيحكيلها على ياسر وناديا وعينيها كيرتاجفو وهيا زايدة وتتأكد غرام وليد ليها اللي خلاه يتحدى كلشي ويصبر على كاع هاد المصايب وعلاقتها بياسر وتكون ليه ، أثرت فيها القصة بزاف و بدون متحس نسابت دمعات من عينها وجاد وقف بحسرة وخداها فحضنو كيطبطب عليها ، أما مريم كانت فحضن ابراهيم متشبتة بتريكوه بحالي غادي يخطفوه منها أو تتحرم منو مجرد تفكيرها أنها ممكن تفقد ابراهيم رعبها وبقات متمسكة بيه بدموع صامتة كاتماها باش ميفيقش ابراهيم وفنظرها أنه ناعس وهو اللي كان كاتم فداخله نار مستحيل تطفيها مياه الدنيا كلها ، حالتو وحالة مريم وحالة الجميع كانت شبيهة لحالة هاد الشخص اللي كان سكران تماما وكيلتخ فالقراعي تحت رجليه وفيدو وحدة كيشرب منها بلا وعي كيهدر ويضحك ومرااااات يبكي وهو مزال على سرير ياسر وبين حوايجه كيتمرغ وكيعيش حزنه بالطريقة اللي تريحه ، جعفر حس بالخواء والفراغ شي حاجة تخطفت منو وقدام عينيه كان عاجز ويلوم فراسو ياريت الرصاصة جات فيه ولا جات فياسر ياااارييييييت ،، الصمت القاتل ورائحة الحزن اللي كدور فكل مكان واصلة حتى للمشفى فين كان جامع يديه و دايرهم فمؤخرة راسو ومتكي وهو كيشوف فالفراغ والذكريات كتسبح فمخيلتو بدون ميشعر ابتسم وهو كيتفكر نهار كانو فالمزرعة بالضبط مين كانو بجوج على ظهر صريح ياااااااااه شحال كان فرحان ديك اللحظة خصوصا مين بادلاتو نفس الشعور فيها ومكانش إحساسو كاذب عليه لا كان متأكد أنها فعلا حست بيه ساعتها ، شبح ابتسامة ترتسم على شفافه وفتح عينيه على وسعهم كيشوف فيها قدامو انتبه أنها بدات تتحرك وصاوب الكلسة نتاعو بانتباه كيراقبها وهيا كتفتح عينيها بصعوبة وكتأمأم ، وقف مباشرة بغا يخرج ينادي على أي أحد لكن رجع بخطواتو لعندها وانحنى على وجهها شوية كيربت على راسها بقلق
ناديا(كتهذي أكثر وتتحرك بشوية):- جدي .. يا سر ..ول.. وليد
وليد بقلق بقا مركز معاها وهو كيحاول يفهم شنو كتقول وانتبه لكاس الما اللي على الطاولة وهزه ودار نقيطات فيدو ومسحلها بيها وجهها وجبهتها بهدوووء وتحسس حرارتها العالية وزاد قلقه ووقف بسرعة خرج كيقلب على أي حد ولقا ممرضة وخبرها بوضع المريضة وطارت هاديك تبلغ الدكتور وهو رجع كيركض لعندها وهو كيلعن فخاطرو ويسب الحظ وجملة كتكرر فراسه " وفين كان مخبيلك هادشي أناديا " ، عاينها الدكتور مصطفى اللي كان حاضر تما وطلب مالممرضة تعطيها خافض حرارة وتراعي حالتها ،
وليد(جبدو على جنب):- دكتور لو سمحت طمني عليها ناديا مالها ؟
مصطفى:- متقلقش أمستر وليد هادي أعراض متوقعة ناديا تصابت بالحمى وبمجرد متاخذ خافض الحرارة غادي إن شاء الله تولي مليحة
قفل وهو كيتنهد بعمق وبابتسامة قرر ينزل يجيب كاس قهوة من الكافيتيريا بيلاما كملت الممرضة اللي حرماتو منها كاع هاد الدقائق ، اتجه صوب السانسور ديال المشفى ونزل متوجه نحو الكافيتريا وطلب قهوة خاصة بيه وبقا كينتظر يوجدوهالو ، مبعد دقائق عطاهالو العامل وشكره وليد وناض راجع للغرفة من تاني كيفوت ع الممرات وفيده قهوته فعلبة كرتونية حتى وصل للجهة اللي فيها ناديا ورما عينو بلمحة بسيطة جهة الشارع وبحال قشع شي حاجة غريبة كأن البوس طلع للسيارة مغادر المشفى وليد شهق شهقة وحدة ممصدقش حط القهوة على حيط النافذة وطاااار طيرة وحدة لغرفة ناديا خايف ليكونو آذاوها بشي حاجة لكن الحمد لله دخل للبيت ولقاها محلها عاد على نفس الوضع ، تنفس بعمق وهو كيسترجع أنفاسو اللاهثة بالخوف وشاف بعمق موراه بالضبط فالفكرة اللي تضربت فراسو مالمنظر اللي شافه ، دار يده على جبهتو وهو كيقاوم الصداع اللي صابه جراء ما حدث وقرر باش يفهم منو كلشي وقت يشوفه ..
غداليه الصباح فتح عينيه على طرق باب الغرفة وكان علاء داخل بطابليتو البيضة باغي يطمن على ناديا
علاء(بتأسف):- أووه سمحلي مستر وليد فيقتك لكن جيت نطمن على ناديا كيف بقات
قفل ودار تليفونه فجيب سرواله ومشا كلس على طرف سريرها وشد يديها بين يديه بحب كيتمنى تفيقلو وترجع المياه لمجاريها من جديد ، في حين جاد بقا كيصاوب كرافاطة ديالو وفتح الباب لعماد
عماد(حرك راسو يمينا وشمالا):- السيد عيسى باغي يخرج من الفيلا بأي شكل من الأشكال وعياو رجالنا معاه باش يشدوه لكنو رفض و ففمو كلمة خليوني نشوف حفيدتي خليوني نشوف حفيدتي
جاد(قفل الباب موراه وهز حقيبة عمله):- تمام بسرعة عفاك … هففف نمشيو نشوفو الجد عيسى تاني
نزل جاد ولقا الهيلالة نايضة مجيهت الباب الخارجي وشاف عيسى كيحاول يجر كروسته باش يخرج والرجال واقفين فطريقه وجميلة واقفة عند الباب كتحاول تكلمه لكن شكون يسمع
جاد:- جميلة صباح الخير شنو مالو السي عيسى؟
جميلة(بتأفف):- هانتا كتشوف معند باغي يمشي يشوف ناديا كنقولو غادي يجي جاد وهو ياخدنا نطمنو عليها لكن رفض يرافقني وانا بيني وبينك ملهوف قلبي على ناديا باغية نشوفها
جاد(حك جبهته وعطا حقيبتو لواحد من رجالو باش يديها لسيارتو وتوجه عند عيسى):- صباح الخير
عيسى(توقف عن المزافطة معاهم وشاف فيه):- نتا اللي غادي تديني عند حفيدتي ؟
جاد:- سيد عيسى مستر وليد وصانا باش ميجي حد للمشفى حتى يخبرنا وع الأرجح غادي يجيبها اليوم فعلاش بيكم هاد المشوار وهوما جايين جايين
عيسى(شاف فيه بلؤم):- أنا مكنصدق تاشي حد واللي فراسي غادي نديره
جاد:- رجاء السي عيسى تتفهم شي شوية
جميلة:-بما أنهم غايجيو فحنا مكان لاش نمشيو تما ونديرو شوشرة عليهم
عيسى(بغمغمة ففمه):- نتي آخر وحدة تتكلم فاللي لازم واللي ملازمش أصلا معندكش الأحاسيس باش تحسي بناديا
جميلة(رمشو عينيها بدموع مكبوتة وشهقت):- هئئ
جاد(غمض عينيه بنرفزة):- الله يخليك متضطرناش نتعاملو معاك بطريقة ماشي هيا هاديك و
ابراهيم(لتخ باب سيارته موراه اللي وقفها خارج البوابة ونزل وموراه مريم):- آشمن طريقة هادي اللي باغي تكلمو بيها أسمع آآآآه متخلينيش نفطر عليك هاد الصباح
جاد(وقفو الرجال قبله):- هييييه نتا شنو حاسب على راسك
ابراهيم(دافعها صدر):- نتا اللي لزم حدودك وعرف معامن كتهدر ع الأقل احترم شيبته هادا إيلا كان عندك دم
ابراهيم:- خليهم يحطوها فجيب السيارة ونديوها معانا بالمرة
جاد:- إيوينوي سلام عليكم
ابراهيم(كيعيبه):- سلام يخويا (كيشافه مشا جر عيسى باش يركبه فسيارتو) مكنحملش هاد بوراس ولا داك الطنك وليد بنعمي شحال ثقال على قلبي
مريم(سابقاهم باش تحلهم الباب):- خلي عليا المهم نطمنو على ناديا حبيبتي مسكينة
عيسى(بدعاء):- ياربي تحفظها
فالمشفى كانت فايقة وفاتحة عينيها وساكتة مكتكلمش فات على حالتها هاكدك شي 15 دقيقة جا علاء وعاينها مالقا تاشي حاجة كتخلع كلشي طبيعي وأرجح أن الصدمة خلاتها بداك الهدوء ، مشا وخلاها معا وليد اللي كان متكي على طرف سريرها وكيمسدلها فشعرها ومتبع عينيها الدامعين واللي كانو مفتوحين وبصعوبة كترمشهم تحت نظرة جامدة فنقطة معينة
وليد(شدلها يدها ومسح على وجهها بيدو):- ناديا أنا ولييييد رجاء ردي عليا
ناديا(بدمعة فعينيها نزلو على خدودهاّ):- … لارد
وليد(حس بقلبو كيتقطع):- ناديا الله يخليك اللي بغيتيها نديرهالك غير خرجي من هاد الحالة راه مبقيتش قادر كنشوفك تعذبي قدامي وانا كنتفرج راني كنتقطع والله مقادر نتحمل الله يخليك ردي عليااااا
ناديا(بتثاقل غمضت عينيها وحلتهم شافت فيه باستسلام):- … مجد ؟؟
وليد(بارتياح حط يدو على بطنها وفيساع حيدها):- بخير وسلامة متقلقيش خليت الدكااترة يطمنو عليه والحمد لله وضعو مستقر بلاما تخافي
ناديا(بارتياح تنهدت وبتعب شافت فيه):- أنا .. أنا عطشانة
وليد(وقف وقفة وحدة بلهفة):- حالا نخليهم يجبولك تشربي
وليد مشا كيجري برا الغرفة ضغط على زر السانسور وشافو تعطل عليه ومشا نازل من الدرج والإبتسامة مرسومة على وجهه مفارقاتوش والأمل كيترسم فقلبه فرحان بيها وبتجاوبها معاه مؤشر للعلاج ، طلب العصير وبقا كيستنا يستنا حتى قدموهلو فالعلبة وطلع بلهفة من جديد متوجه لغرفتها لكن بمجرد مفتح الباب تصدم مين ملقاهاش على سريرها ، بقلق حط العصير على الطاولة ودخل يقلب عليها فدوش الغرفة مكاينش وبقا كيدور فالغرفة بلهفة وشاف لباس المشفى مرمي وفتح الدولاب اللي تما وملقاش كسوتها ولتخ الباب بعنف وهو داير يدو على جنبو كيلعن ويسب والتفت لجاكيطو كانت مرمية على السرير وطار عندها كيقلب ملقاش مفاتيح سيارتو وضرب فجبهته للمرة المليون كديرها بيه ودبا عالم الله فين مشات وهيا عاد على ديك الحالة المتعبة ، فيساع لبس جاكيطه وجبد تليفونه وجا خارج وعلاش ميستقبلش فوجهه عيسى وجميلة ومريم وابراهيم وفوجوهاتهم اسئلة متتفسرش أما وجهو هو فكان الغضب خافيلو الملامح ..
وليد(تنهد بتعب معارف ميقولهم):- بصراحة … أنا معارفش ناديا فين
ابراهيم:- كيفااااش شنو كتقول ؟؟
علاء(جا فايت وسمعه):- مستر وليد ناديا فينها ؟؟
وليد احتار وكل العيون مسمرة كتشوف فيه وكتقلب على أجوبة وهو تنهد بعمق ونحط فموقف يحسد عليه هو براسه ممتحملهش ، لخصلهم الحكاية كلها وبغا يتخلص منهم لكن ماشي بسهولة
جميلة(كتبكي):- أنا خايفة تكون باغية دير شي حاجة فراسها اهئ اهئ
عيسى(بخوف):- اللهم سترك يا رب
علاء(جا ومعاه مصطفى اللي سمع خبر اختفائها مالممرضة):- للأسف رجال الأمن مشافوهاش ومكتتواجدش فالمشفى خليتهم يعممو البحث فجميع الطوابق ومكان تاشي نتيجة ناديا غادرت
وليد(ضرب الجدار):- اللعنة
ابراهيم:- ماشي وقت حركاتك دبا شوفلنا البنت فين مشات
وليد(بعصبية):- الله يخليك خليني فحالي دبا
ابراهيم(كيهدده بصبعه):- إيلا وقعتلها شي حاجة متلوم إلا راسك
علاء(كيحاول يهدي الوضع):- الله يخليكم تخليو خلافاتكم على جنب حنا عندنا حالة طارئة ناديا وضعها ماشي هوا هاداك ماشي بعيد تفكر فعليا تأذي نفسها لذلك كلما أسرعنا فإيجادها فرص نجاتها كانت أكبر
مريم(بخوف ودموع فعينيها):- ياربي تحفظها
جميلة:- وليد اتصل بالفيلا مربما رجعت تما
وليد(هز تليفونو فورا):- ألو وي جاد سمعني ترجع للفيلا حالا ناديا مفقودة دير اللي كنقولك وخلي شي حد فيهم يجيبلي سيارة للأسف سيارتي خداتها مني وتاشي حد معارف فين ممكن تكون .. تمام
عيسى(بترجي):- باغيك ترجعلي حفيدتي كتسمع
وليد(بزفرة عميقة وحزن):- سيد عيسى كنواعدك ندير اللي فجهدي
وليد:- …. ع الله أختي مريم يكون تخمينك صح وترجعلنا ناديا
مريم(بتمني):- ع الله بعدا غير نكونو عارفينها فين ونطمنو دوك اللي مشاو وقلبهم محروق
ابراهيم(بقسوة):- أصلا لوكان اهتمينا بها كما يجب مكانتش ضاعت منا بهاد الشكل
وليد(بلوم لنفسه):- فعلا لوكان درت بالي عليها مكانتش غادرت وهيا عيانة عاد
ابراهيم:- تلقاها هربت منك لأنه مجالها معاك سوى المصايب
وليد(حل فيه عينيه ممصدقش):- الله يخليك تهتم بالقيادة ديالك باغيين نوصلو فأسرع وقت
ابراهيم(بتأفف):- رد رد على تلفونك راك صرعتلنا الراس بيه
وليد(عوج شنافتو وهز تليفونو):- ألو وي جاد سمعني اتاصل بالرجال وخليهم يبقاو فالمشفى تانخبرك مبعد شنو يديرو مفهوم تمام لا باقي موصلنا لوالو اوك ان شاء الله .. تيت تيت هفففف مدام مريم باقي منوصلو لهاد المكان ؟
مريم(التفتت عندو):- باقي شي شوية
وليد(بتساؤل):- ممكن نعرف شنو هو هاد المكان بعداااا ؟
ابراهيم(بابتسامة مستفزة):- ههه دار ناديا وياسر
تطعن وليد فصدره من جملة ابراهيم المستفزة وبلع شفتيه بأسى وهو كيشوف بشرود فالطرقات اللي كتطير من حوله ، تنهد بعمق والاختناق ملازم صدره وهو كيتمنى متكونش تما من كل قلبه ، غمض عينيه وزفر بغضب وابراهيم كيتفرج عليه من مرايتو وفرحان فيه أقلو يحسسه شوية بالألم اللي محسسهم بيه من قربو منها ، الطريق كانت متوسطة إنما وليد حس بيها طويلة بزااااف وكل ما ينعاطفو من شي دورة تزداد خفقات قلبه وكيرجع يطمن مين يلقاهم مزال مكملين عاد لكن ماشي لوقت طويل ، لمح سيارتو مصفوفة عند واحد الدار غير شافها عقد حواجبه هو كان سامع بيها وبعت رجالو ليها واحد المرة كاع فاللول مين كانو يقلبو على ياسر وناديا فاش تزوجو ولكن جامي جالها بنفسه ، الدار كانت من طابقين وفيها جردة ودرج كيأدي للسكنى الفوق ، حس بالتعرق وفتح باب السيارة بسرعة وخرج يستنشق شوية الهوى وكيحاول يخفف من وتيرة توتره وانفعاله باش ميلاحظوووش مريم وابراهيم اللي نزلو كذلك ..
مريم:- يا الله عليك أناديا
ابراهيم(بكره):- معمرها مغادي تهدااا خلينا نطمنو عليها
وليد(كان منزل راسو الأرض وبدون نفس ابتلع ريقه):- ممكن نطلب منكم طلب أنا باغي نشوفها بوحدي
مريم:- مستر وليد نتا عارف ناديا فبحال هاد الحالات فشنو كتفكر رجاءا خلينا نطمنو عليها
وليد:- عارف مغاديش تتفهموني لكن محتاج نشوفها وبوحدي
ابراهيم(بغمغمة ففمه مزادش حرف على هاد الكلمة وهو فاتح باب سيارتو):- طلعي أمريم
مريم(شهقت لكن شافت بؤس وليد وبدموع تنهدت):-مع أنه يعز عليا نمشي ونخليها فهاد الوضع لكن غادي نصبر ونستنى اتصالك
وليد(بمرارة):- شكرا ختي مريم أنا جدا ممتن
مريم(ابتلعت ريقها):- ويلا لزمك شي حاجة اتصل فوراااا
بمجرد مركبت مريم انطلق ابراهيم بيها النار من داك المكان وبقا وليد كيخط برجليه بشرود فالأرض حاسس حالو مشتت داير يديه فجيوبو وكيشوف فداك البيت ياااااه ما أصعبها لحظة كيعيشها دبا وهو واقف أمام منزل الحب اللي جمع بحبيبتو وياسر يا الله واش كاين ما أصعب من هادا حتى معرفتو بمجد مجاش وجعها كيما هاد اللحظة ، علاش جات علاش جات الجواب على هاد السؤال كان كيذبحه بموس حافي لداخل لأنه عارف علم اليقين أنها كتبغي ياسر ومزال باقية على حبه للآن و إلا مكانتش دير هاد التصرف وتجي لبيتهم بجوج باش ترثي حبيبها .. آآآآهات خانقة كانت تخرج من صدره تقدم ببطء شديد كأنه خايف يقرب خايف يدخل لبلاصة محظورة عليه ، بمشقة الأنفس فتح باب الجردة ديال البيت ودخل وردها موراه وهو كيتقدم بشوية ناحية الدروج اللي صعدهم درجة درجة و فداخله كتكلم ألف ضربة وضربة كان حاس بالجو المغيم فوق منو والمعجج كأنها كتعبر على حالته تماما ، محسش تاوصل للمدخل ديال الدار وفتح اللوكي بتنهيدة عميقة فروحه ودخل بخطوات هادئة قافل الباب موراه التفت وهو مغمض العينين مقادرش يتحمل وجوده تما ولا عمرو فكر أنه غادي يفوت عليه يوم كيما هادا ، فتح عينيه بتثاقل كيشوف فزوايا البيت اللي يعتبر بيت عشقهم وهو معندوش تا حق فيه بتلع الغصة وتقدم بخطوات مرتبكة كيقلب عليها بعينيه اللاهثة فكل مكان ، لاحظ ضوء خارج من غرفة مفتوحة وسارع هاد المرة لعندها بمجرد موقف عند باب الغرفة ولمحها رجعتلو الروح لكن روح محروقة كان يعز عليه يشوفها فداك المنظر ناعسة على سريرهم ومعنقة قميص من قمصان ياسر فحضنها وكأنها كتستنجد بيه أو كتناديه ، فعلا كان يعز عليه يعيش ديك اللحظة وداك الألم وديك الغيرة آه الغيرة حتى من ذكرى شخص ميت غادي ينغس عليه حياتو كلها أو ما تبقى منها والمحزن أنه معارفش لوكان كان فمكان ياسر واش كان ممكن دير عليه كاع هادشي ، مسح وجهه بيديه و دخل وهي انتفضت بفزع
ناديا(كتشوف فيه بعيون مهريين بالدموع):- وليد شنو كدير هنا ؟
وليد ابتلع كلامها الجارح بصعوبة وبقا كيشوف فيها كتتلوى بتعب بين يديه وتركها وهيا مشات هزت التريكو وواحد التيشيرت تاني وعنقتهم وكلست على الأرض وبقات تبكي وتندب حظها اللي فرقها على ياسر
ناديا(بدون شعور كتكلم وتبكي):- آآآه يا مجد أحبيبي تحرمت من باباك قبل ميعرف بيييييك اهئ اهئ آآآآه اياسر وعلالالاش تمشي هاكدة بدوووون متاخذني معاااااك اهئ اهئ اه يا حرقة قلبي عليييييييييييييييييييييييييك اهئ اهئ وكيندير بلا بيك غير قولي كينديييييييير اهئ اهئ
وليد بقا متكي عند الباب مربع يديه وكيشوف فيها وكيسمعلها شنو كتقول حس بمرارة ففمه تا عينيه دمعوو من داك الموقف كان واعر عليه بزاف وجااااارح ، أما هياااا فالنار ديال موت ياسر محال واش تطفيها مياه الدنيا لو تكبت عليها كاملة أساسا مقادراش تهضمها باش تقدر تتحمل هاد العذاب كلو جاها الخبر على غفلة مستحيل كانت تتوقعه بمرة ، ياحسراه الأحلام اللي حلمتها وكلشي بناته ضاع ضربة وحدة نسات كاع الأذى اللي سببولها ياسر فحياته ودبا بقا كيبانلها غير صحيح فعلا لا تعرف قيمة الشيء إلا بعد فقدانه كاع اللي كانت كديرو ديك الفترة واللي كانت متحملاه طلع بدون فايدة .. كان ماشي ساهل عليه يحط يدو على ظهرها ويجلس على طرف السرير وينوضها بتعب تكلس حداه وياخدها فحضنو كيواسيها فموت حبيبها أي شخص يدير هاد التصرف بل أي قلب يتحمله ، وليد فغيمون كان كابت ألمو وواقف معاها فحزنها وقفة ديال المعقول ورفض يتركها بوحدها أصلا ضرب من الجنون لا مشا على هواها خلاها تا هدأت تماما وعاد قرر يتكلم من جديد فمحاولة لاقناعها
وليد زفر بعمق كي شد عليها السوارت وشاف الأسى خارج من عيينيها المنكسرتين ، تنهد وتنهد ووالو الغمة مبغاتش تمشيلو ، تبعها للصالون وشافها وقفت وتنهد بعمق
وليد(بدون تحمل):- أنا كنستناك لتحت متعطليش
مستناهاش ترد فورا خرج بيه بكبريائه اللي باقيلو محيت شتتاته بعمايلها داك اليوم نزل وهو بحال الهارب من شي جحيم مطبق على صدره ركب فسيارته وفتح كاع النوافذ كيتنفس بعمق لعل وعسى يرتاح ، في حين هيا كانت كتشوف فزوايا البيت للمرة الأخيرة كتودعه سحبت نفس عميق وتنهدت وهيا كتمسد على كرشها وبمرارة خطات خطواتها الأخيرة خروجا منو ، قفلاتو وخدات معاها المفتاح هاد المرة مدارتوش فالأصيص قفلت باب الجردة وجرجرت رجليها تاركبت بجنبه فالسيارة وحطت راسها على المقعد كأنها كتحط كاع ثقلها وهمومها عليه ، كان كيراقبها أثناء سياقة السيارة أصلا ميقدرش يغفل عليها ولو لحظة وكانت تنهيداتها الحارقة كتضرب فصدره و مكرهش يدخل فراسها ويمسحلها بلاكومة كاع دوك الأوجاع ، كملو طريقهم فصمت تا وصلو لمنعطف كيأدي للفيلا وهيا عاد نتبهت
ناديا(بخفوت):- مغاديش تاخدني عند جدي ؟
وليد:- جدك عندنا فالفيلا كيستناك
ناديا(بتعجب):- فالفيلا ؟؟
وليد:- الجميع كاينين تما في انتظارك باش يطمنو عليك
ناديا(عضت شفتيها):- أنا مبغيت نشوف حد
وليد(بصبر):- لازم تواجهي الناس مغاديش تتهربي
ناديا(سكتت):- … لارد
وصلو للفيلا وفعلا لقاو تما حتى مريم وابراهيم في انتظارهم ، بمجرد دخولها المنكسر جر جدها الكروسة بتعب باش يوصل عندها وأوقف كروستو فاستقبالها فاتحلها ذراعه على مصراعيهما وهيا غير شافتهم مكبتتش بكيتها بل اطلقت سراحها ومشات لحضن جدها حبيبها وترمات حاولت تتماسك بجهد جهيد ووقفت وهيا كتصبر فنفسها ، سلمت عليها هيلين وجاد اللي رجعو لمكانهم اللي كانو كالسين فيه فالصالون وتقدمت نحوها جميلة وعينيها مغرورقين كترجف وناديا اكتفت بنظرة صامتة تجاوزتها أمام الكل وعنقت مريم اللي عجبها الحال فجميلة اللي ابتاسملها وليد باش تصبر ورجعت لمحلها منكسرة أثناء عناق مريم وناديا اللي كان مليئ بالأحاديث الساكنة والآلام اللي مكيحسها غيرهم ..
ناديا(عطاتو يدها ووقفها ومشاو تجاه الجردة في حين النظرات كلهم كانو عليهم خصوصا وليد ومريم):- ابراهيم نتا مخبي عليا شي حاجة وانا خصني نعرفها نتا الوحيد اللي تقدر تقنعني أن ياسر ت … اهئ اهئ عفااااك أبراهيم
ابراهيم(كيشوف فالفيلا من بلاصتو فالجردة وكيتنهد بعمق):- ناديا ناديا الله يجازيك بخير متقهريش راسك بالعكس هنا خصك تثبتي لياسر حبك ليه هادا وقتك نتي باش تنتاقميلو منهم واحد واحد
نادياّ(قربت منو خطوة وببكاء):- مم يعني الخبر صحيح يااااك اهئ قولي تكلم هئ علاش متدخلتش علالالاش أاناااا معارفاش شنو وقع بالضبط شنو صرالو ياريتني قدرت نحميه ياريت اهئ ؟
ابراهيم(بقهر):- ياسر وقع فمكيدة مين مشا يسلك زكية غدرو بيه وصفاوهم بجوج دبا اللي وقع راه قدر الله ووقع اللي خصنا دبا نفكرو كيفاش ناخذو بتاره منهم مخصناش نخليو دمه يروح هدر
ناديا(شهقت بعنف وببكاء):- أهئئئ آآآآه يا ابراهيم آآآه ناااار نار شاعلة فيا نااار مقادراش نطفيها ومكان تاشي حد حاسس بيا والله إيلا راني نمووووت
ابراهيم(رتجفو شفتيه وقرب منها خطوة أيضا):- ديري يدي فيديك وخلينا ننتاقملوه ومنخليوش موته يمشي هباء منثورا هو إلى ضحى فراه ضحى من أجلي وأجلك وأجل مصلحة الكل وحرام يضيع فحياته وموته
وليد(مبعد مفاتت عليه كترتجف زفر بعمق):- شكرا على الموقف ديالك الصباح وكنظن ناديا لازمها ترتاح دبا
ابراهيم(ابتلع ريقه من هاد التطريدة اللي جات بالمعقول):- حتى أنا داكشي اللي قلت عن إذنك مستر وليد وشكرا للإستضافة ديالك
توجه ابراهيم لداخل الفيلا مخليه موراه كينفث الشرار من ودنيه من شدة الغضب ، لمح مريم فركن هازة حقيبتها باين عليها الإنفعال ودعوهم ومشاو مباشرة ..
عيسى(كيشوف فناديا كالسة على الكنبة):- طلعي رتاحي فبيتك
ناديا(هززت راسها بتعب):- اممم تمام
جميلة(وقفت بلهفة قبلها):- ايلا خصك شي حاجة نعاونك ؟
ناديا(بكره):- سلامتك
طلعت ناديا مخلية موراها جميلة كالسة بانكسار كتشوف فعيسى اللي تنهد بحزن وجر كروسته متوجه لبيته وفقلبه وجع الدنيا والدين على حفيدته اللي كتموت لحظة مبعد لحظة ، كذلك جميلة كانت نار حارقة فيها طلعت بخطى متثاقلة تعفي نفسها من نظرات الكل فيها محيت مبغاتش تحس بالشفقة فعينيهم لحظتها لذلك قررت تدفن راسها بين وسايدها أرحملها ، بقات غير هيلين وجاد اللي مفاهمينش الذي بعث من هادشي كامل أما وليد فكان قافل على نفسه فمكتبه وشاد على راسه اللي كان منزله على سطح المكتب كيشوف فالفراغ ، الكلام اللي كانت تقولو فحالة انهيارها كان صادق بزااااف مكانتش كتختالقه ولا كانت كتفكر تمثل عليه لأنها كانت فلحظة صدق مستحيل تكذب فيها وهادا اللي وجعه أكثر أن ماسمعه كان هو الحقيقة ولقا راسو أوهم نفسو بحبها ليه فييييين يجي معا ياسر ، تنهد بمرارة وهو كيرفع راسو واضعه على الكرسي خلفه كيشوف فسقف المكتب وكيتهزز بالكرسي يمينا وشمالا وهو كيطقطق بستيلوه على سطح المكتب وغاطس فتفكيرو فناديا اللي حالتها ولات تشف العدو ، واللي كانت كالسة على سريرها وبجنبها صندوق أشيائها الخاصة اللي مخبعاه فدولابها واللي جبداتو وجبدت منو كل الحوايج اللي فيه وبقات شاردة فحوايج الخاصة بياسر خاتمه سواره عدة أشياء ضافت عليهم مفتاح دارهم بجوج ، بقات تحسس الأشياء الموزعة على سريرها بباطن يديها وكأنها كتفتقد فيهم أغلى ماملكت فالحياة ، ياسر مات مغاترجعش تشوفو تاني مغاترجعش تسمع صوته مغاترجعش تشم ريحته اللي كتشمها فواحد الشال ديالو كانت لاوياه على عنقها واللي حيداتو وطواتو بعناية وحطاتو بجنب دوك الأشياء ، صافي غادرها وخدا معاه روحها لكن خلاليها جزء منو كيتربى فأحشائها خصها تحافظ عليه وكذلك خصها تكمل مشوار ياسر وتنتاقم منهم جميعا مهما كلفها ذلك ، جمعت دوك الحوايج فالعلبة ورجعتها لمحلها فالدولاب ومشات لدوشها فتحت الصنبور ديال البانيو باش يعمر ورجعت كتشوف فراسها أمام مرآتها و بدون ملامح مسحت دموع عيونها الصامتة ..
ابراهيم(فسيارتو):- باغيك تفهميني وتقوليلي مالكي ماللي خرجنا من الفيلا وحالك ماشي هو هاداك ؟
شاف فيها مطولا وتنهد تنهيدة تاواحد مكيعرف سرها مغيرو وتابع الطريق وهي تأففت والتفتت كتشوف من جانب نافذتها وكتحيد من بالها ديك اللحظة ناري الحب شحال مجنون وكيخلي الواحد يتخيل شي حوايج غريبة بزاااف ، المهم راه نفس الحالة اللي كانت فيها مريم كان فيها تاهوا بمنظره الشرس والغاضب وبعيونو اللي كينفثو شرر وأنفاسه اللاهثة وصدره اللي كيرتفع وينخفض وهو كلو اختناق و انزعاج كيدور فمكتبه مرة يتكا مرة يمسح على جبهته مرة يطرطق بصباعه على اللوح تا فتح أزرار قمجته وتنهد تنهيدة عميقة وخرج ، طلع عندها لبيتها بدون ميدير اعتبار لأي حد ودخل بدون ميطرق الباب وقفلها ، ملقاهاش فالغرفة وسمع صوت فالدوش وعرف أنها كدوش جا يخرج لكن مقدرش ، بشوية تنفس الصعدااء فبيتها اللي كيحسها كي الجنة مين يدخللها وقف عند سرير مجد كيتأملو بحزن وكيمرر يديه على حوافه بمرارة وإحساس بالخيبة والخذلان ماليه ، معرفش شحال من وقت وهو على وقفته وشروده فخيالاته للي عاشها طول الفترة الماضية واتضح فالأخير أنها مجرد أوهام كان معشم راسو بيها ، ضحك بألم وتحرك واصل لمنضدتها فين كتحط عطورها وهز واحد منهم و فتح قرعة كيعرفها عز المعرفة هيا عطر ناديا المفضل وهزها بقرب وجهه وبخ بختين منو وتناثر رذاذ العطر بقربه بطريقة ساحرة وهو غمض عينيه كيستنشقه بسادية مقادرش يتمالك نفسو ، بقهر سد القنينة وابتعد من داك الجانب ووقف مقابل باب الشرفة الزجاجي بدون ميفتحه وبقا كيراقب الجو برا وهو غاطس فقوقعة عميقة من آلامه الخاصة ، حتى لمبعد مدة خرج ببينوار الحمام ولافة على راسها فوطة أيضا تفاجئت بيه لكن منطقتش إنما كلست على منضدتها بسكون وحيدت الفوطة من شعرها وبقات تنشفو بيها فصمت مقدرش يتحمله وتقدم نحوها وهي لوهلة غمضت عينيها بغيظ ونطقت باش توقفه ومتخليهش يقترب منها ، زيرت عينيها باشمئزاز كان واضح واستوقفه فعلا على بعد خطوات منها
وليد(بعصبية كتنفث منه):- لا ماشي سوقك بوحدك متوهميش بزااااااف
ناديا:- واش الواحد ميرتاحش شوية فبيتو متخليوهش يعيش تاحزنه كيما الناس
وليد:- آه بصح لأننا ماشي دوك الناس اللي باغياهم يواسيوك كلهم إلا أنا اللي كترفضيني
ناديا(عقدت حواجبها ووقفتلو):- علالامن كتكلم ؟
وليد:- الواضح أنك تبدلتي أوأنا اللي كنت كنتوهم
ناديا(مسحت دموعها وتقدمت عندو بشراسة):- نتا معندكش الحق باش تحاسبني
وليد(عاقد حواجبه مقادرش يتحمل تصرفاتها الغريبة معاه):- نتي ملاحظة كيفاش كتصرفي معايا شنو سر هاد اللؤم هادا كامل أناديا علاش محسساني وكأنني سبب فموته ؟
ناديا(بصراخ منهار):- متجبدووووووش على لسانك !!
وليد(فتح فمه مصدوم فيها):- لا ماشي نتي ناديااا تتت
ناديا(ب سم وشر):- آآآآه أنا ماشي ناديا اللي كنت كتعرفها شحال هادي واللي معمرك عرفتها كيفاااااش دايرة سمعني نقووولك جوج كلمات غادي تخرج من بيتي ومتخليينيش نشوفك مباغياش نسمع صوتك ولا أي حاجة متعلقة بيك ، أنا مباغية منك والو غي تخليني بوووووووحدي خرج من بيتي وخليني عليك فالتيقار مبقيتش قادرة نتعامل معاك صوتك كيستفزني وجودك كيخلي جسمي يقشعر نتا كلك كتخنقني خرج وخليني نبقى بوحدي مبغيتكش مبغيت حد مبغيييييت حد
خرج فعلا من غرفتها لاتخها موراه وتوجه لبيته قفلها بعنف غادي يطيرها وضرب برجله واحد الفوتاي أرضي وكلس على طرف الكنبة كيردح برجله مستر وليد شكون كان يقول غادي يتحط فهاد المواقف وتتهدر كرامته بهاد الطريقة هادي ، لكن هادي ناديا حب حياته ميقدرش يعنفها ولا يعاتبها ، زفر بعمق بدون نفس رما راسو على سريرو لعل وعسى يتحيد شوية من داك الجبل المطبق على أنفاسه ..
علاء(هزو وعنقو):- هادا الحبيب ديالي مومو عينيييييييا العمر
ليلى(بحب كتشوف فيهم جات كلست حداهم):- ربي يخليك ليهم ويخليهم ليك .. قتلي شي حاجة متفهمتلكش شنو هيا ؟
علاء:- آه فكرتيني دبا ناديا مين كتبغي ياسر كاع هاد الحب ودارت عليه هاد المدنبة علاش تفارقت معاه من أصلو ورتابطت بشخص مكتبغيهش ؟
ليلى(تفتفت بعينيها متلعثمة وابتلعت ريقها):-هيا قصة طويلة لكن بما أنك راجلي فغادي نحكيهالك من الألف للياء بصح أمانة متغيرش نظرتك تجاه أي واحد منهم مهما كان يكون
علاء(بفضول):- وشوشتيني وكلي فضول باش نعرف هاد القصة هادي
ليلى(تنهدت بعمق وعاد نطقت):- وسمع
ليلى حكاتلو كلشي ماللول على ياسر وناديا وعلى المستر وليد و مغفلت تاشي نقطة وخدات منو وعد ميجيبش سيرة حتى لمخلوق وخداوه سر بيناتهم إيلا تعرف غادي يجيب موراه غير المشاكل خصوصا معا جدها وعزيزة لذلك تنهد بحزن على ناديا ومآسيها اللي مكتكملش ودعا معاها الله يفرج عليها ، فدار مريم كانت عزيزة كتصلي ومريم كتوجد الفطور وابراهيم كيهدر فالتليفون معا المكتب ، كملت عزيزة صلاتها وتوجهت عند بنتها
عزيزة(كلست على السداري):- الله عليك يا بنتي ناديا ربي يخفف حمولك منهار عقلتي على هاد الدنيا وهيا تلطش فيك
مريم(كتقطع السلاطة):- إيوا ربي يهز عليها ويرحمها برحمته
عزيزة(بحسرة):- شكون كان يقول ولدي ياسر يتوفى الله ياربي قلبي يتكوى مين نتفكر
مريم(وقفت عن التقطاع وشافت فالسما اللي كطل عليها نافذتها):- الله يرحمو ويوسع عليه دعيلو بالرحمة أماما
عزيزة:- الله يرحمو أبنتي الله يرحمو أنا ماشافني غير عيسى مسكين قلبو شاحف على ناديا
ابراهيم :- هادي من فعل تنمرد يتنمرد والمصدر جاي من تنمرد النمر ولؤمه
مريم:- هيا أنا نمرة ؟؟؟
ابراهيم:- نمرة واشمن نمرة غير كتستقبل مكتعيطش
مريم(ضرباتو بيديها للكتف):- دخل دخل تتغدى
ابراهيم:- ههه شفتي كيف كنحصلك
مريم:- امممم غير برشوقي ألزين كاع ميطلعلكش الكراط
بقاو كلمة فيا كلمة فيك حتى استقرو على طاولة الأكل وطبعا الشاف عزيزة موجودة مكان غير الأداب والصواب وأجلو مشاحناتهم لفيما بعد ، هنا فمكان تاني فدار مصعب بالضبط كانت واقفة حدا المراية وكتشوف فراسها باستغراب
زكية(انتفضت لكن ملتافتتش بقات عاد فمحلها وهو جا خلفها):- هممم
مصعب:- بشنو حاسة ؟
زكية(بعيون مغروقة بالدموع):- حاسة بالضياع أنا معارفاش راسي شكون أنا ؟
مصعب(ربت على كتفها ولفها عندو وعينيه كينطقو بالعشق):- ملاك شوفي فيااا .. عارفة أنني أنا اللي سميتك ملاك مما يعني أنني عرفتك من لحظتها ونتي كذلك وماعليك إلا تعيشي معايا وكأننا ناس عاديين تعرفو على بعضياتهم
زكية(بشفة مرتجفة):- لكن أنا باغية نعرف شكون هوما عائلتي شنو كنت مالأساس شنو إسمي
مصعب(كيحاول يهديها):- حقك أملاك وانا غادي نساعدك لكن ماشي قبل متتحسن حالتك وماشي قبل منطمن أن الناس اللي كيقلبو عليك نساو أمرك
زكية:- وكيفاش غادي دير تعرف ؟
مصعب:- بسيطة المجرم دايما كيرجع لمسرح جريمتو وأكيد غايرجعو من تاني يسولو عليك
زكية:- وفرضا شي حد خبرهم ب..
مصعب(حط صبعو على شفتيها):- تاشي حد مغادي يعرف بهاد السر أنا واعدتك نحميك أملاك
مصعب:- طبعا لكن قبل غادي تشاركيني الغذاء راه طلبتو مخصوص حسب ذوقي أنا اللي متيقن غايعجبك
زكية:- والله مفخاطري غير شقيت راسك
مصعب(بدون إنذار كروشاها بيديه ومشاها معاه):- وشكون قالك راني كنشاورك أساسا أنا الدكتور ونتي المريضة وما عليك إلا تنفيذ التعليمات تفضلي معايا
زكية:- ههه طيب من بعدك دكتور
إحساس زكية بالخوف كان باطني وكيخليها تشوف كوابيس وتستحضر مرة مرة شي ومضات من شي حوايج مبهمة مقدرتش تعرفهم ، كان الأمان اللي كيوصلها من مصعب هو الحاجة اللي مطمناها وأرجحت أن الأيام الجاية كفيلة باش تحدد هويتها شكون تكون ، هيييه يا زكية ختي فقدتي ذاكرتك ومبقيتي عاقلة تاعلى حرف و اختفائك ماشي غير كسر جعفر اللي كان فالمشفى كيسول ويعاود عليك ولكن دون جدوى كيجاوبوه بعدم وجود شي مريضة بالمواصفات اللي عطاهم و خرج من تما مكسور ومهزوز محيت باينة تاهيا توفات علاش مقدروش يعرفوها شكون هيا ، تحسر عليها وكمل طريقه بحزن مدفون فقلبه وملامح الشر مرسومة على وجهه ، كنت نقول أن اختفائها مكسرش غير جعفر إنما كسر عائلتها اللي تأثرو بشدة بموتها اللي وصلهم من البوس ، كانت ربيعة كالسة فبيت زكية كتشم ريحة كسوتها وتبكي مفكوووعة على بنتها وعيشة تحت رجليها كتبكي هي الأخرى
ربيعة(تبكي وتضرب ففخادها):- الله يا بنتي حبيبتي ومشيتي وكويتي قلب ميمتك يا زكية ياااااا عمارة كرشي خويتي بيا و خليتيلي الهم والغم من مورااااااك اااااه يا بنتي اهئئئئئئ ياااربي وكان ديتني يانا وخليتلي بنتي كبيدتي اهئئ اهئ
عيشة(كتمسح دموعها بكم لباسها):- لالة الله يخليك ألالة متهدني أنا والله ماني متيقة ختي زكية تموت راه كاينة شي حاجة غلط فالقصة با البوشوتاوي مقالنا والو ومفهمناش كلمة ماللي قالها مغير بنتك مباقياش تشوفيها
ربيعة:- ماااااااتتت ماتت بنتي ماتت اهئ اهئ
عيشة:- ولا تكون مجلية فشي قنت وكلشي كيصحابليه ماتت
عيشة:- ساهلة ماهلة شي أثر من كسوتها وعلينا بالشيخ العربي
ربيعة(شهقت بعينين مفزووووعين):- اههههههئئئئئ الشيخ العربي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربيعة شهقت بفزع لأنها وقعتلها قصة معا هاد الشيخ العربي شي عدة سنوات مين مشات تشوف زهر زكية بنتها وشدها البوشتاوي وكردها عصا اللي مشات لجوايه مشبوهين كي دوك وشي ناس شافوها وطلقو عليها إشاعات كتمشي تسحر لراجلها ودير القبول لبنتها وهيا على نيتها تصحف وتقبل إيلا مشات تشوف غير زهرها وصافي ، وصلت هيا والبوشتاوي تا الطلاق لولا مزاوكات زكية و ترجيها لبَّاها لكانت مها جاورت العربي فالوالي اللي هوا كيكون فيه عموما باش سمحلها خلاها تحلفلو عمرها تعاود توطى فشي بلاصة مشبوهة كيف بحال هاديك ، لكن دبا الوضع اختلف خصها تمشي تشوف شنو واقع لبنتها ومكاين غير الشيخ العربي فكاك الوحايل وقاري الزهر والميمون ، جمعت وقفتها ولبست جلابتها هيا وعيشة وتكتمو على خرجتهم باش ميفيقش بيهم البوشتاوي ومشاو ، المهم لقاو مقر الشيخ العربي اللي هو عبارة عن والي من الأولية اللي كيتباركو بيهم الناس عامر و مدكن مافيهش فين تحط الرجل ، شدو تورهم معا النسا وربيعة غير تبكي وتعاود والنسا شفتهم وسمحولها فتورهم وشكرتهم بامتنان ودخلت كتروعب وموراها عيشة كدخل فكسوتها مالخوف
الشيخ العربي(فواحد الركنة وقدامه البخور وشاد فيدو السبحة وراكو عارفين هاد الأشكال كيفاش كتكون الهيئة ديالهم بلاما نوصف ^^):- زيدو يا مالين الخير هادي فين وصلت بيكم الطريق مرحبا بيكم مرحبا
عيشة(ابتالعت ريقها بالخوف):- كيدار عرفنا جايين ؟
ربيعة(قرصتها):- مالنا جايين عند طبيب الضروس راه فقيه زعما … أأأ سيدي أنا فعارك جيتك وطالبة العتبة تلقالي بنتي قالولي عليها ماتت وانا قلبي كيرجف عليها باغية نعرفها واش حية ولا ميتة أنا فعارك
الشيخ العربي(هز شوية بخور وحطهم فالمبخرة اللي شعشعت وخلعتهم):-هااااااا رجال المملكة حاضريييييين كلسوووو حداااايا كلسوو هااااا واش جبتو معاكم شي أثر ديال البنت ؟؟
ربيعة(جبداتو من صاكها كتروجف ومداتولو):- آآآه آه جبناااه هاوا أشيخي
الشيخ العربي(شدو عليها وحلو ودارو فوق المبخرة اللي كانت تصوط عليه الدخان وبقا يتمتم بكلام ماشي مفهوم):- تتممي دممم ررارهزميم ياا لجواااااد الخيييييييير طالبينكم وطالبين التسلييييييييم
الشيخ العربي:- بنتك مغاديش ترجع حتى تندبح 7 دجاجات عند راس كل حومة مجاوراكم وتجيبو حطبة من قبور النصارى وتشعلوها وعليها تسخنو الما وتنتفو ريش الدجاجات .. أطلبوووو التسليم طلبووو التسليم حيييييييي
ربيعة(مخلووووعة ع الاخير):- التسليم التسليم ارجال البلاد
عيشة(غادي تموت بالرعب):- التسليم التسليم
الشيخ العربي:- رمي مونتك وتوكلي ع الله بنتك عند طالب الحكمة مزال مغادي تشوفيها حتى تدور الأرض جوج دورات على الشمس وفنهار القمرة تزين السما غادي تجي برجليها عندكم حاملة ومحملة من دار الجوااااد
ربيعة:- ولكن نتا قتلي 7 دجاجات وترجعلنا و
الشيخ العربي(قاطعها مجددا):- هووووووما اللي كيقولو أنا غير مرسااااااااااااااااااااااال لجواد الخير حيييي
ربيعة:- وغير بغيت باش نعرف آش ندير
الشيخ العربي:- المطلوب غير باش نحميهالك من سيف الدم اللي لاحق فجلالها
لتخ يدها وخرج برا لاتخ الباب موراه وربيعة كلست على الأرض كتبكي منهارة وعنقتها عيشة كتواسيها وهيا على نفس الحال ، معرفو ميديرو الشيخ العربي معطاهم تاشي مارة تعاونهم واللي قالولهم مفهمو فيه والو ولكن قررو باش يديرو موضوع الدجاجات والسؤال اللي حيرني وانا كنسمع للشيخ العربي دبا قالهم دبحوهم عند راس كل حومة ومبعد سخنو الما ونتفوهم إيوا ومبعد فين غايمشيو دوك الدجاجات واش ينصبو بيهم كسكسو ولا يحمروهم ناري عليا نسيت مسولتوش هههههه ^^
عماد:- آنسة ناديا السيد عيسى مصر باش تنزلي عندو لبيتو
ناديا(فاتحة الباب غير من شقها وبعد تفكير):- صافي سير أعمي عماد نبدل حوايجي وننزل
عماد:- تحتاجي شي حاجة تانية ؟
ناديا:- لا شكرا تقدر تمشي
تنهدت بعمق وهيا كتأفف لكن لابد عليها متسمع لجدها وتطمنو عليها أصلا وجودو مريحها فظل هاد الظروف كلها ، وقفت مقابل دولابها المفتوح كتشوف مليا فيه وجبدت فستان فاللون الأسود بلا يدين وقصير حد الركب وقفت عند مرآتها وتلمست بطنها بهدوء وبابتسامة حزينة بزاف ، نزلت راسها وقررت تخرج مبيتها قبل متغطس فبحر الأحزان من جديد ، خرجت من غرفتها نافضة شعرها المفرود عشوائيا ونزلت لقات فالصالون جميلة كالسة هيا ووليد اللي الواضح كان بيناتهم حديث شائك علاش كان كيريش وليد للي غير شافها طلع فيها عينيه ونزل ونتبه للأسود وحس بالطعنة رقم 1000 داك اليوم تنهد بعمق وقرر يتهدن ويهدي أعصابو المتلفة ..
ناديا(وصلت عندهم وربعت يديها):- هادي شنو باقية دير هنا عاد ؟
جميلة(جات تنطق بتلعثم ومرارة):- أنا ..
وليد:- جميلة غاتبقى معانا شي شوية
ناديا(حلت فيه عينيها مصعوقة):- كتحلم وقيلة هادي خصها ترجع لعند مديرها وتخلينا عليها فالتيقار
ناديا(شافت فيه بضياع وفصمتها جاوباتو بحالي علمك الله أجدي):- لالا تاشي حد مغصبني الحياة بيناتنا كانت مستحيلة الله يرحمه الله يرحمه
عيسى(شافها ناضت):- فين ماشية ؟
ناديا(كلست على طرف السرير):- جيت نطمن عليك ونطمنك أنني غادي نتجاوز الحالة ونكون بخير
عيسى:- مجد صغيرك هو دوااااك
ناديا(بدموع مكومة فعينيها):- عرفت بسميتو أجدي ؟
عيسى:- داك الطويل أحيانا كيكون مفيد
ناديا(كانت مبتسمة بخفوت بمجرد مذكره عقدت حواجبها وهززت راسها رفضا):- مهم أنا فبيتي
عيسى(وقفت وشدلها يدها):- نتي نبيهة متعاقبيش غيرك بذنب الظروف
ناديا:- شنو قصدك أجدي ؟
عيسى(بتمعن):- مع أنني معمرني تخيلت راسي نقول هاد الكلام لكن داك الطويل بائس والضغط كيولد الإنفجار
ناديا:- ههه جدي كدافع عليه عموما طمن راه مكاين والو أنا محتاجة ليسباص نتاعي
عيسى:- أحيانا باش نخلقو فسح كنخسرو فرص
ناديا(عقدت حواجبها مفاهمة والو منو):- الله يخليك اجدي منيش قادرة على مناهدة كلمني بوضوح
عيسى(بعد صمت):- علاش كتعاقبيه على ذنب مرتاكبوش غير بوحده ؟
ناديا(شهقت):- هو المتسبب الوحيد أجدي مكانش اللي خرج على حياتي قدو هوا
عيسى:- لكن كلشي كان برضاك نتي
ناديا(بانفعال):- كنت مجبرة مجرررررة
عيسى:- توقفي مزال مساليتش كلامي ناديا .. ناديا
خرجت من البيت كتجري بخطوات متسارعة وكتبكي وصطدمت بوليد فالدرج ، كانت لحظة شاردة بيناتهم هي بملامح باكية تسمرت كتشوف فيه وفقلبها مليون ألف وجع وألف آه ، أما هو كان الأسى مرسوم على وجهه وعينيه الرمادييتين فيهم شتاء قارس وغيوم ملبدة على وشك الإنهمار ، زفر تنهيدة حارقة من شفتيه وهو كيشوف فيها وكيتمنى تشعر بيه لكن هيا ابتلعت ريقها وكانت أقوى بحيث تجاوزاته بكل عنفوان وطلعت وخلاتو جامد فبلاصتو كيشوف فطيفها اللي اختفى بكل أسف
حطت راسها على سريرها وبدات تبكي معرفتش واش نفس السبب ولا إحساسها بالذنب هو اللي مخليها تستشعر كاع ديك المشاعر القهرية ، عكس وليد اللي كان سبيلو للتخلص من ديك الحالة هو خروجه من الفيلا وقيادتو لسيارتو لوجهة ممعروفاش المهم يبعد بأقصى مايمكنه من ديك المنطقة كليا ، فهاد الأثناء كانت وصلت جميلة لفيلا صفوان اللي غير دخلتها تقلبت بيها الدنيا ورجعولها كاع الأحزان اللي كانت فارقتوهم ل 48 ساعة فقط ، بمجرد دخولها لقاتو كيستناها فالصالون بجلسته المستفزة ونظرته المريبة
صفوان:- جميلتي الفيلا من دونك ظلام
جميلة(بفم عوج تقدمت عندو):-محيت مكانش اللي مظلمها من غيرك
جميلة(بانفعال):- أنا مرهقة وباغية نرتاح نتمنى متزعجنيش
صفوان:- امممم لكن مخبرتينيش كيف بقات بنتك ؟
جميلة(كانت طالعة ونزلت درجة):- وكان تخطاها تكون حسن مني ومنك
صفوان:- كاين شي واحد يتخلى على ولادو ؟
جميلة(صافي استفزها):- خليك تهوهو بوحدك أنا طالعة
صفوان(بابتسامة):- هههه أصلا ماباغي إلا راحتك يا جميلتي
طلعت وهيا كتسب وتلعن فيه كرهاتو كرهاتو تا مالقات للكره ما تزيد فقلبها المكوي على بنتها اللي كانت وحيدة فغرفتها كتشوف فحياتها اللي مبغاتش كاع تشوف ايام حلوة كل اللي كيفوت على راسها احزان فاحزان ويلا صادفت شي يوم ضحكت فيه كيرجعلها بأيام من الدموع ، تنهدت بعمق وهي كتحسس بطنها لعل وعسى ترتاح نفسيتها شوية فكرت أنها تمشي تقربل الدنيا عند البوس وتواجهه بكلشي لآخر لحظة تمالكت أعصابها وسيطرت على غضبها ماشي بهاد الطريقة تنتقم ماشي بهاد الطريقة تاخذ بحق ياسر منهم ، مسحت دموعها وجبدت لابتوب ديالها وقررت تكمل اتفاقها معا ياسر كيف كان لكن هاد المرة معا اختلاف كبييييير عدم وجود ياسر فحياتها ، كلما توصل لهاد النقطة كتدفن وجهها بين يديها وتبكي بقهر عليه آه عليه برغم كاع اللي دارو فيها اكتشفت أن كل اللي عاشتو بعيد عليه كان سحابة غضب ومحاولة انتقامية من بعدو عليها وزواجو وكذوبه ، هيا معمرها تنصلت من ثوب ياسر وخا أوهمها وليد بغير ذلك إنما لا يصح إلا الصحيح والمستور بان ، وقفت بتثاقل من على الأرض وهي كتعمد على طرف السرير ويدها على بطنها وتمشات وسط غرفتها وفتحت الشرفة وهيا كتتأمل الجو حولها وكتناجيه بصوت خافت وتكلمه وتناجيه علاش مشا فجأة وخرج من حياتها بهاد الطريقة ، حطت يدها على عنقها كتدلكها وحست بدوخة ورجعت من فورها للسرير استلقات عليه وغاصت فنوم عميق رغبة منها في نسيان كلشي فمرة وحدة ..
كانت ناعسة فبيتها على سريرها ملمدة فغطائها حتى سمعت همسة بإسمها خافتة وفاقت حلت عينيها بفزع وعلات الغطا وكلست كتشوف فكل جانب مالغرفة ولقات كلشي عادي وحطت راسها بهدوء وعينيها عاد كيتراقصو بالخوف ما إن غمضت عينيها تارجعت سمعتها مجددا وهاد المرة علات الغطا ووقفت وبقات تحس بحال شي حاجة كطوف حولها و إضاءة الغرفة كتمشي وكتجي وتفتحت بوابة الشرفة وتطايرت خصلات شعرها معا الرياح والستائر ، بقات كتحك فيديها مفاهمة والو وكدور حول نفسها والهمس زايد وكيزيد وصوت ياسر كيقترب منها وهي كتبكي وكتقلب عليه بعينيها حتى توقفت الحركة تماما وشافت حولها لقات كلشي مستقر وباب الشرفة مقفول والإضاءة طبيعية ، بعدم فهم بقات عاقدة حواجبها كتحاول تستوعب اللي وقع فلحظتها وأيقنت أنها بدات تهذي وتتخيل وجود ياسر معاها ، رجعلتلها الآلام من جديد وتنهدت بيأس وشربت كاس ماء ورجعت لمحلها باش تنعس ، حطت راسها على مخدتها ونسابت الدموع من عينيها
ناديا(بصوت حزين):- ياريتك فكرت فيا و بقيت معايا
كيقولو أن أصعب فراق فالدنيا هو فراق الأحبة اللي كيغادرونا ويمشيو عند الله سبحانه وتعالى محيت منرجعوش نشوفوهم من تاني ولا نكلموهم ولا نسمعو صوتهم ولا نتنعمو بوجودهم معانا ،و ناديا كانت مؤمنة بهاد القدر إنما كان كاويها الفراق ، كان صعيب عليها تتأقلم معا الوضع المؤلم اللي طرأ على حياتها دون سابق إنذار إنما بسيف عليها تتماشى معاه يوم بعد يوم لربما قدرت تهضم ولو قليلا حرقة بعاده عنها كانت أغلب الوقت مكتكلم حد مكتستقبل حد واللي جا كيردوه خائب ويتحججو أنها ناعسة أو متعبة وهيا كانت فحالة صمت وكآبة كلشي تلام عليها وتاحاجة مبقات كتفرح وتا وليد تخلى عليها فأصعب وقت هيا بحاجة ليه مي كلما تفكر هاكدة تعنت وتقول حسن تهنيت منو ويرجع الوجع من جديد ، اللي كان مطمنها ديك الفترة وجود جدها معاها وبجنبها واللي كانت ترتاح بزاف معاه وتتناسى همومها وأوجاعها ، وفنفس الوقت هو بنى صداقة متينة معا ساريتا اللي ولا عزيزة عليها بشكل كبير واللي قررت تعرفه بسامر وقيس نهار الحفلة المدرسية واللي كان فضولهم كبير للتعرف على الشخص اللي كتضل تحكيلهم عليه وعلى حكاياتو ورواياته اللي كيخبرها بيهم .. صحيح كان كيبتسم فحضور سارة إنما بمجرد متغادره يرجع لحزنه على حفيدته اللي مزال قلبها مكسور وكاسرة معاها قلب وليد اللي غادر الفيلا وولا غير كيطمن عليها من بعيد عن طريق جاد أو هيلين أو عيسى ، عيا معاه جاد باش يخليه من هاد الجنون ويرجع لان هادشي اللي كيديرو مغايزيد إلا يأزم الأمور بينو وبين ناديا إنما وليد اعترض وحكم رأيه بالرحيل و مقدرلوش وفالتالي خلاوه على راحته كان عند بالو أنها مهتمة وغادي تفتقده لكن جواب هاد الإستفسار مكاين عند حد من غيرها هيا شخصيا وابتعاده ديك الفترة كان فنظرو مريح ليها وقاتل ليه محيت ميقدرش يبعد على النفس اللي كيخليه مزال عايش..
مريم(كالسة بجنبها على السرير مبعد محادثة طويلة بيناتهم توحشو فيها بعضياتهم وحتى الهدرة اللي حبستها ناديا هادي ايام وايام):- يعني باغية تفهميني أنك مشفتيهش من هادي 3 أسابيع ؟؟
ناديا(وقفت كتمشى فالغرفة متوترة):- والو غير سبحان مغير الأحوال قبل مكانش كيحملو ودبا ولا المحامي ديالو
مريم:- ودبا فينو زعما واش كيجي ولا مكيجيش ؟
ناديا(مطت شفتيها):- وانا واش عرفني راه مرة مرة كيقولي جدي راه كيتصل بيه ويطمن عليه وبالمرة كيسولو عليا
مريم:- هادشي غريب بزاف
ناديا(التفتت عندها وهيا عاقدة حواجبها):- على شنو الغريب تانتي راه يكون مهني راسو مالمشاكل يحسن عونه ماللي عرف جرتي وهو فدوامة كلها مصايب
مريم:- سمحيلي هنا غادي نقولك باللي هوما مالين المصايب على حنا عمرو كانت مصايبنا كيما هادي حنا كانت أكبر مشكلة عندنا هي فلوس الدوا ديال جدك وماما تعقلي ولا اليام نسااااتك أناديا ؟
ناديا:- منسيتش باش نتفكر أمريم اللي فات على راسي عمرو الحجر ميتحمله
مريم:- تتتت ودبا باش حاسة راسك مرتاحة شي شوية ؟
ناديا(بحزن شردت فالذكرى الحزينة):- مرتاحة ههه واش كضحكي عليا أنا مقادراش حتى تخيل أني مغاديش نرجع نشوفو مزال قلبي حارقني عليه مزال ناوية نشوفو ونكلمو ونسمع صوته مزال ساكن فيا مقادراش نخرجه من عقلي
ناديا(بأسف جبدت تنهيدة من أعماقها):- الله يرحمو ويوسع عليه
مريم(بغات تشغلها):- ا ليلى حلفاتني إلى جيت عندك نفوت عليها بصح ابراهيم لخمني جابني من برا برا تا ماما والله معلمتها مسكينة كانت باغية تجي تشوفك نتي وجدي عيسى
ناديا(بصداع فراسها):- غير عتادريلي منهم أمريم والله مقادرة نشوف حد
ناديا(حلت عواجبها كتصووط):- لا متصلش ولا مرة رتاحيتي ؟
مريم(جات موراها بمكر):- طيب جربي اتاصلي نتي … يعني قصدي تطمني عليه من باب الذوق وو … و تباركيلو الشهر الفضيل قمممم
ناديا(كانت ملتفتة عندها وكتشوف فيها بشر):- إيلا مقلقة على المباركات اتاصلي بيه نتي منها تطمني عليه منها تباركيلو أما أنا خوي دربي
مريم:- صافي بلاما تعصبي يابردي الواحد ميقدرش ينطق معاك كلمة وحدة
ناديا(بعناد):- آه يكون أحسن
مريم(غمضت عينيها وفتحتهم باش تفجر هاد جوج كلمات ولا هيا بنفسها غادي تنفجر):- سمعيني سواء رضيتي أو مارضيتيش هاداك يتسمى خطيبك ومنا لفترة بسيطة غاتكوني مرتو على سنة الله ورسوله فعيشي حياتك وبراكة متبكي على الأطلال اللي مجالك منهم غير وجع الراس .. حرام عليك مسكين تشضفيه معاك وتعاقبيه بالجفاء والقهر وهو ملوش تا ذنب فكلشي اللي وقع .. وهاه بغيتي تغضبي غضبي أنا اللي عندي قلته سلام
ناديا(كتغوت موراها وهيا متجهة صوب الباب باش تخرج):- سلام سلام وياريت متخلينيش نتحاور معاك كيكون كلامك بغيض بحال هاد الشكل .. متنسايش تقفلي الباب موراك
مريم(من بعيد كتديرلها اشارة الاتصال وكتغوت باش تسمعها):- اسبقي بيه عاد صونيلي مكان مشكل ممقلقاش اختي
ناديا بقات تقلب على شي حاجة تضربها بيها ولوخرا تضربها بعفطة نازلة معا الدروج هاربة منها فمنظر مضحك بصراحة كيرحيها وجود مريم بجنبها لكن كلما كتجي كتقلب عليها المواجع واليوم تحديدا غلغلتها مزيان مزيان وبشكل كبير عاد واستفزتها بكلامها وحست بشعور بالوجع وتأنيب الضمير من قسوتها عليه منذ ثلاثة أسابيع بالضبط فديك الليلة اللي فاض صبره وتعدى كل حدود التحمل لديه
~ كتتفكر ~
فديك الليلة نزلت تطمن على جدها كيف العادة وكلست معاه خير ربي حتى باست يديه وعنقاتو بحجة أنها طالعة لبيتها تنعس لكنها تسحبت فداك الليل تجاه باب الجردة الزجاجي وفتحاتو مستغلة فترة تناول الحراس لطعام العشاء وقدرت تخرج ومبعدتش بزاف بل التفت غير شوية فين كان الباب الخلفي القديم و لقاتو واقف كيستناها متكي على الحيط وغير ضوء سيجارتو كيبين مكانه ، قلبها رتعش وقربت بهدوء منو وهو غير نتابهلها رما السيجارة وطفاها برجلو وتقدم لعندها فديك الظلمة تا بان وجهه تحت ضوء ساطع مالفيلا وظهرتلها ملامحو الشاحبة وعينيه المتورمة والحمراء بشكل مخيف ، تنهدت بعمق وقربت منو وهو ببساطة وروح أبوية فتحلها يديه وترمات فحضنو بكل ارتياح كتبكي وترمي حمولها عليه وأوجاعها اللي حارقاها من لحظة سماعها للخبر ، بعدها غير شوية بيديه وهيا يديها متشبتين فجاكيطو الكوير وشافت فيه مليا وهو مسحلها دموعها وابتاسملها بسيف
جعفر(زفر وشاف فالارض وشاف فيها مسحلها دموعها بيديه وبلع فمو بغضب):- أنا غادي نحكيلك ماللول..
فالفيلا لداخل
وليد(انتبه لين طالعة من الدرج وهو كيدق على غرفة ناديا):- لين مزية جيتي باغيك تطمنيلي على ناديا
لين(كتتثائب بالنعاس):- مانا غلبت وانا عم دقدق عليها كرمال تشرب دواها تبع المسا ولا كانت ترد فكرتها بالحمام بالأول كرمال هيك رحت ع غرفتي وقلت برجع بعد شوي
وليد(عقد حواجبه وجرب يفتح لوكي الباب وتفتحله وشاف فلين اللي تعجبت):- دقيقة نشوف .. نادياااا ناديااا
لين(من فم الباب كتكلمو):- شيك ع الحمام بمعيتك
وليد(باهتمام وقلق):- نادياااا .. نادياا فينك
شاف فأرجاء الغرفة مكايناش لا فحمام ولا فشرفة ولا فغرفتها انتبه تليفونها مكاينش وحرك راسو يمينا وشمالا بغضب وخرج كي النار من غرفتها ولقا لين فوجهه مفزوعة
لين:- طب بلكي كانت عند السيد عيسى
وليد:- روحي نامي
لين(باستغراب كتكلم نفسها):- أنام وبهيك جو يا ليل الليل
وليد نزل دوك الدرجات بخفة ووصل لغرفة عيسى وفتح غير شقها بشوية وهو كيتمنى تكون ناعسة بجنب جدها لكن للاسف مكايناش فالغرفة وعمم خبر عند رجالو باش يقلبو عليها وعلى الصامت فأرجاء الفيلا مربما كانت فالجردة لكن كل اللي كيرجعلو كيخبرو أنه مكايناش ، حتار وحس براسو غادي يتفركع بركة غير اللي فيه ، هز هاتفه وطقطق نمرتها بسرعة والتليفون كيصوني لكن تاشي حد مكايجاوب أصلا كانت دايراه سايلنت باش كيصونيلها جعفر تخرج عندو وداكشي اللي كان من وقتها وهو فجيبها ودبا هايا كتبكي واقفة مذهولة مقادراش تصدق اللي وقع واللي صرا لياسر مسكين وشكون السبب فهادشي كامل واللي سلمو لأيدي البوس بسهولة كان وليد .. حست بواحد الشعور مقدرتش توصفه كان غضب مقادراش تكبته وجعفر خاف عليها بزاف لأن حالتها مكانتش تبشر بالخير
جعفر(حس للحظة ياسر اللي واقف حداه وبتسم):- أنا معاك خطوة بخطوة ولعلمك كنت كنجري فقضية الإنتقام وكنشوف كيندير نخرب العملية اللي معول عليها البوس
ناديا:- أنا غادي نعاونك مالداخل ونتا خليك من الجهتين كتلعب
جعفر:- نتي عارفة باللي هاد العملية أكبر من أي وحدة درناها هاد المرة ماشي غير أسلحة ومخدرات وحشيش هاد المرة حاجة أكبر ألمااااس غادي يقلب موازين الكل
ناديا(بشر):- عارفة وحنا مستحيل نخليوها تم بسلام
جعفر(شاف برد الحال):- دبا دخلي نتي قبل ميعيقو بيك الأفضل تكوني على وصال بوليد مهما يكن كيبقى أبو إبنك ومتنسايش أنه لا دخل له بكل ما يجري صحيح كيبان أنه فالواجهة لكن معمرو لطخ يديه بشي حاجة سيئة هادي خذيها معندي وشاهد عليها
جعفر:- مكندافعش عليه لكن الراجل كان ناوي مساعدة بصح الغدر كان منهم هوما
ناديا:- معرفتش معرفتش اهئ انا باغية ياسر يرجعلي ياريت ترجعولي اجعفر ياريت اهئ اهئ ااااه انا منقدرش نعيش بلا بيه منقدرش وخا وقع كلشي بيناتنا بصح هو الشخص اللي بغيتو فحياتي ومنقدرش نبغي حد مغيره
جعفر(فحيرة من أمره قرب منها):- تمسكي بوليد ومتفرطيش فيه هو طوق النجاة ليك متسمحيش فيه وإلا اللي بناه ياسر غادي دمريه فلحظة وحدة
ناديا(مفهماتوش بالضبط لكن سمعت صوت حركة والتفتت بسرعة بخوف):- صافي سير أجعفر سير نتا دبا وشكرا اللي جيت وسمعتني وخلينا على اتصال يجوز نحتاجك
جعفر(اختفى وسط الظلام):- سيري الله يعاونك
ناديا تا طمنت انه اختفى عن الأنظار وعدلت ياقة تريكوها الكاشمير ودخلت كتتسحب من الرجال تجاه الجردة مابين الأشجار كانت كتتمشى بين الأشجار وكتلتفت موراها هاربة من الرجال بخطى متسارعة كتنهت وكتمسح فدموعها وفضربة كانت ملتفة خلفها وكتتمشى بدون متنتبه أمامها حتى دخلت فجدار صدري كيضخ قلبه بحبها اللي معارفش واش كيديه للتهلكة أو ناوي يجيبلو جلطة مبكرة ؛ كانت منزلة راسها وداك الجدار ماسكها بين يديه وجهها لصدره وعينيه عليها بنظرة استعلاء كيحاول يستفهم منها هاد الحركات تالفوقاش غادي تتخلى عليهم وتبطل تشغل قلبو عليها ، بعد لحظات رفعت راسها وشافت فيه بلؤم وبعدت يديها منو وربعتهم وهيا مواجهة ليه على بعد خطوات ونظرة التحدي فعينيها
وليد(كانت ماشية وشدها من يدها بعنف ردها لأمامه):- سمعيني مزيان غادي تمسحي هاد الهبال من عقلك متستفزينيش أكثر وهادشي اللي ستنتجتيه واللي خبرك بيه جعفر مكنكرهش أنا اللي دليته على مكان زكية وبدون علم البوس كان هادا اتفاق بيني وبين ياسر وانا بذلت جهدي باش نعرف مكانها ونهار عرفتو كان يوم العرس وخبرتهم بيه مكانش فبالي يوقع اللي يوقع والله أناديا متوقعت يمووت شي حد فيهم لأنني كنت معول عليهم يقدرو ينجزو المهمة ينقذوها ويمشيو لكن اللي وقع أنا معندي يد فيه
ناديا(بتعب حركتلو يدها):- صافي أوليد مبقيتش قادرة نصدقك نتا كذااااب
ببطء غادراتو وخصلات شعرها آخر ما لامسو وجهه وخلاووه ما بين اختيار صعيب عليه لكن لا بد منو وفعلا كان عند وعده محيت فذات اللحظة طلع جمع صوالحه وغادر الفيلا هارب من كلشي فيها حتى منها وبالأساس هيا اللي جرحاتو فالصميم هاد المرة وتمنات عيني عينك لوكان مدخلش حياتها ولا عرفاتو وبقات معا ياسر مبعد كاع اللي دارو فيها كدافع عليه وقدام عينيه ، ضرب فالمقود وحك السيارة حكان فداك الليل مصوب فنظره وجهة محددة هيا الوحيدة اللي تقدر تساعده وتخرجه من هاد المود السيء ، لمدة ساعتين تقريبا وقف بسيارته كيزمر عند البوابة ويعاود حتى لمح الضو تشعل لداخل وتفتحتلو البوابة على مصراعيها وخرج حمزة وحبيبة مستقبلينو باستغراب وهو مكانش قادر يتكلم انما ابتاسملهم ودخل بخطى متسارعة فيدو حقيبتو مبعد مصف السيارة فالمدخل وخلاهم موراه كيشوفو باستغراب فيه خصوصا أنه مقال تاحاجة من غير مباغي حد يعرف أنني هنا وهاد الجملة كانت كفيلة باش يزيد قلقهم عليه لكن قررو يخليوه على راحته تا يبان المستور ، كان بحاجة لمكان صامت بحال المزرعة باش يحاول يرتب فيها اوراقه أو بالأحرى مشاعره المهدورة واللي بعثترها ناديا على الأرض ووطات عليها بكعبها بدون رحمة ولا شفقة ، اللي وجعه بزاف أنها معرفاتوش مزال أاما لوكان كانت حست بيه فعلا كانت غاتعرف ببساطة أنه معندوش معا طريق الدم وإلا من زمان كان تخلص من ياسر بسهولة ، بغا يريح راسو وهو واقف عند شرفة غرفته كيشوف فالبقاع الخضراء الرمادية فداك الليل البارد واللي كانت على مدى البصر كيحاول يرمم ما تهدم فيه ليلتها ، من يومها وهو تما هادي شي 3 اسابيع تقريبا فالصباح كيخرج يركب على صريح ويدير جولة طويلة تاتتهد قواه وقوى صريح عاد كيرجع ياخذ دش ويدخل من تاني لقوقعته ومين يغلبه الشوق يكلم جاد أو هيلين أو عيسى مباشرة باش يعرف أخبارها ، فباله سؤال واحد واش ستفقداتو أو توحشاتو ويلا كان هادشي علاش متتصلش بيه غير يسمع صوتها ويعتابر اتصالها اعتذار مباشر عن كل اللي قالته ، طبعا هادي الأمنية اللي كانت فخاطره واللي معارفش واش غاتتحقق ولا تبقى قيد الإنتظار ، هاهيا دبا كتسترجع أحداث ديك الليلة وكتعض على شفتيها فعلا شعرت بالندم لأنها زادت فيه معا وليد مكانش خصها كاع تطرق لداك الحديث الجارح وبداك الشكل وبالمنطق هو مدار تاحاجة كان ناوي خير ورجعلو شر وشر واشمن شر شر حرمها من أغلى ما ملكت ، بقا كيلعبلها كلام مريم فمخها وحست أنها لازم تعتذر من وليد لكن كرامتها مسمحتلهااااش خصوصا أنه مفكرش يتصل بيها ولا مرة ولكن كيفاش بغيتيه يتصل ونتي بعثرتي كرامته على الأرض أي راجل مكانه غادي يهجر ماشي غير يمشي للمزرعة .. مر أسبوعين عليهم والحال هو الحال وهوما فالأسبوع الثالث دبا فاش نزلت ناديا فأحد لياليه بلهفة هازة هاتفها فيد وحقيبتها فاليد التانية خارجة لبرا كترجف وعماد موراها كيحاول يفهم سر لهفتها
ناديا:- عمي عماد الله يخليك تهلا فجدي ومتنساش دواه أنا خصني نمشي فوراااا
عماد شهق بعنف وشد على فمو كيحوص بعينيه كيدير وهيلين وجاد خرجو يتعشاو برا مكان فالفيلا غير سارة وعيسى بقا كيدعي الله يوقف معاهم ، فهاد الأثناء كانت وصلت لوكر رجالو فالجهة الخاصة بيهم وبسرعة البرق كانت فوسط سيارة من سياراتهم كيصوكو بيها فطريقهم للمزرعة ، وفيدها تليفونها كتحاول توصل لمصعب اللي كان تليفونو خارج التغطية وخلاتلو رسالة غير توصلو يقلع من فوره تجاه المزرعة .. كان قلبها كيرجف رجيف إحساس بالخوف بالهلع فكرة خسارته جابتلها فوبيا خنقتها تاحلت النوافذ المحيطة بيها عاد قدرت تتمالك نفسها ، دموعها على خدها ويديها جامعاهم على بطنها كتدعي الله يحفظه وميكونش مريض بزاااف مع أن صوت حبيبة مطمنهاش لكن رفضت تنصاع للوساوس وخلات تاتوصل بلاما ترعب نفسها أكثر من ذلك .. كل مرة كانت تستعجل بلهفة الرجال اللي كانو يصوكو محيت مشا تا بلال معاها وخا باقي مصاب فكتفه ومضمد عاد رفض يبقا بمجرد مسمع الخبر وقرر يرافق ناديا فهاد المشوار ويحميها من أي شر ويطمن على معلمه اللي كان فغرفته حرارته مرتفعة بشكل مريب وكيهذي بكلمات غير مفهومة وبجنبه حبيبة كتبكي وكديرلو فضمادات باردة معارفاش شنو تقدر تقدم أكثر ، أما حمزة كان كيهرول بسيارتو فالقرية كيقلب على الدكتورة ديالهم منيرة
معرفتش ديك الطريق واش طوالت ولا المسافات كتتجبد ولا الوقت كيمر عليها بطيئ كل لحظة كانت تسول السائق وقتاش يوصلو وهو يجاوبها قريب إن شاء الله ، فقدت صبرها والرعب اللي فيها خلاها متفكرش ولا لحظة تتردد فمجيئها عندو هو يستحق قلقها اللي مقدرتش تكتمه وكان واضح على ملامحها الشاردة والشاحبة واللي خاطرها كلو دعوات ، وصلت مبعد ساعتين للمزرعة أخيرا وصلت ودخلو بسيارتهم لداخل ، نزلت بلهفة وتسارع متجهة صوب الأعلى بفشل ولقات فالدرج حمزة نازل كيرحب بيها ويهلل وهيا كاع مكانتش فهاد العالم كانت باغية غير توصل لعند وليد وتشوفو بعينيها ، قدرت تتجاوز حمزة ووصلت لباب غرفة وليد وتنفست بعمق مغمضة عينيها حاسة بأمل وخفقات فقلبها كتعاند عقلها وتخبرها أنها مستعدة دير أي حاجة فالحين والساعة غير يرجع وليد بخير ، هي مستعدة تعتذر منو على كاع اللي قالتو وتصارحه أنها ندمانة على كل حرف وأنها زادت فيه وأنه ميستحقش منها داك الكلام اللي قالتو فحقو وأنها ظلماتو فعلا وهو ميستاهلش كاع داكشي يخرج منها هيا شخصيا ، ابتلعت ريقها مستعدة تراضيه باشما كان وتتمتع بنظرة معينيه ، زفرت بعن عاد فتحت اللوكي ودخلت وما إن شافت أمامها اللي شافت وهيا تسمرت مكانها وتبدلت ملامحها لشراسة وعيونها مصوبين على ديك العيون البنية المستفزة اللي واقفة على راسو كتبدلو فضمادات الماء البارد منحنية بفستان بسيط لكنو أنيق وكيبين مستواها التعليمي وخا هيا فقرية وباينة فيها عارفة شغلها مزيان ، اللي ستفزها أكثر أنها مهتمتش بدخول ناديا وتابعت عملها وناديا شافت فوليد اللي كان غايب عن الوعي وكيهذي بكلام ممفهومش ، ناديا شافت فحبيبة بشر وهاد الأخيرة ابتلعت ريقها رعبا وانحنت عند منيرة ..
منيرة(حيدتلو المحرار من فمو بهدوء بحال كاع مسمعت تاحاجة منها للتو):- أيا كان مغاديش يدير كتر ماللي درت أنا والحمد لله حرارتو بدات تنزل ياريت تهتمو بيه أكثر ومتخليوهش يتعصب .. حبيبة خبري المستر كيفيق أنني غادي نستفقده فجولة الصباح هممم باي
حبيبة(تابعاها):- أ.. غادي نخلي حمزة يوصلك
منيرة(باستفزاز شافت فناديا):- لا معليكش أنا جيت بسيارتي .. غدا غادي ندوز عندكم بسلامة و تشرفنا مس ناديا
حبيبة(شافت ناديا مردتش عليها ونتبهت فالبركان اللي كان واقف وتكلمت بحروف متقطعة):- إييييلا حيانا الله ..
ابتلعت ريقها حبيبة وخرجت مالغرفة منزلة راسها هربا من بركان ناديا الجامح واللي شافت فوليد بغضببببب معرفتش مين جا ولا شنو سببه إنما أرجحت أنها ديك المسماة منيرة ، حطت صاكها وتقدمت بملامح حنونة مخبية خلفهم كاع غضبها الجامح ولمست جبهتو وشحال شفها كان منظرو طفولي بزاف خلاها تبتسم بخوف عليه وشافت فيه بعيون محبة وقلق لا يمكن متحسش بيهم فلحظتها ، مسحت على جبهتو بيديها وفرحت أن حرارتو كتنزل .. وقفت وخرجت مالغرفة وعيطت على حبيبة اللي طلعت كتهرول
ناديا(بملامح ساكنة):- باغياك تجهزيلي الغرفة اللي بجنب غرفة المستر وليد
حبيبة:- كلشي واجد أمدام تفضلي معايا
ناديا(تابعاها وابتلعت ريقها لكن لازم تسول وإلا غاتموت من السؤال اللي كينخر فمخها وموجع قلبها):- قوليلي شنو كانت تقصد هاديك الدكتورة ب جولة الصباح هيا ووليد ؟؟
حبيبة(هازالها حقيبتها ومتوجهة للغرفة تمارس عملها بطريقة ودية):- آآآآه ههه قصدك على جولة الأحصنة
ناديا(بعدم استيعاب):- كيفااااش ؟
حبيبة(حطت الحقيبة على الكنبة ومشات تفتح الشباك):- دبا الدكتورة منيرة حنا كلنا كنعتابروها بلسمنا الشافي تتحط على الجرح يبرى غير كلامها دوا و الله يعمرها سلعة قرات فبلاد برا وجات تخدم دكتورة عندنا فالدوار وكلشي كيقدروها ويموتو عليها ويديرولها ألف حساب ونهار جيتو نتوما هيا كانت عندها كيسميوها تكريم فالمدينة علاش متلاقيتوهاش وزينة الشباب كيتمناوها بصح هيا مزال مناوياش تعمر دارها علاش تلقاي الكل كيجريو باش يكسبو رضاها و
ناديا(حيدت جاكيطها بغضب):- حبيبة أنا مباغياش نتناسب معاها هو مجرد سؤال لاش كتحكيلي قصة حياتها ؟
حبيبة(كتفرغ حقيبة ناديا اللي فيها ملابس قليلة):- كل صباح كتجي هنا ويخرجو فجولة طويلة بالاحصنة وولفو على بعضياتهم قولي اصدقاء الله يكملهم بعقلهم وانا قلت زعما تبغي تعرفي عليها هيا والله ضريفة والمستر وليد ديما كيتناقش هو واياها فأمور القرية واحتياجاتها كيعول عليها بزاف وكيفهمو على بعضياتهم ومؤخرا تافق معاها باش دير المشفى اللي ناوي يبنيهلنا هنا
ناديا(باستغراب):- مشفىىىىى ؟؟
حبيبة(كتطويلها كسوتها):- آه هاكا فهمني حمزة وقالي راهم غادي يجيو المهندسين باش يشوفو الأرض المناسبة لبنائه
ناديا(بعدم فهم):- إمتا هادشي بالضبط كان ؟؟
حبيبة:- هاد الأيام فقط وبالأمارة الدكتورة منيرة رفضت فاللول وشحال ومستر وليد معاها كيحاول يقنعها عاد باش قتنعت وفرحنا بزااااف مين سمعنا الخبر ديال موافقتها نهار تعشات عندنا
ناديا(كتحيد بوتيوها وشهقت بألم):- تعشاااات ؟
حبيبة(مجايبة للدنيا خبر غير كتسرسر):- آه كانت ليلة فنة والمستر وليد كان الله يعمرها سلعة مخلاهاش تمشي بوحدها فداك الليل ووصلها بنفسه
ناديا(تنهدت بعمق إيلا زادت دقيقة معا حبيبة غادي تولد بلا موعد):- حبيبة خرجي مالبيت صافي أنا نكمل اللي باقي
حبيبة:- لاعلاش أبنتي أنا نساليلك وو
ناديا(حطت يدها على راسها اللي دار):- غير خلي من يديك ويلا بغيت شي حاجة نعيطلك سيري تنعسي
حبيبة:- وخا ألالة اللي بغيتي وانا نعاسي خفيف نادي عليا تلقايني موراك قبل متكملي اللغية
ناديا:- أوك أوك
حبيبة:- هانا نازلة تصبحي على خير والله يشافيلنا المستر وليد
ناديا:- آمين … سناي مخبرتينيش كيفاش مرض المستر ؟
حبيبة:- كان مابيه ماعليه بصح ماكلتو خفافت تقريبا عايش غير بالطقاطق والماكلة اللي نطيبها نرجعها كيما حطيتها عييت معاه وعيا معاه عمك حمزة والو
ناديا(بشوية أمل):- أهاااه و كيفاش كانت حالتو يعني ؟
حبيبة:- وشكون كان يشوفو ماللي يخرج ميرجع تايغراب المغرب و يقضي بقية الوقت فبيتو ولا على طابليتو أو معا منيرة
ناديا(بتغلغيلة حارقة):- قلتيلي منيرة
حبيبة(بدون فهم):- آه الدكتورة منيرة كانت مونساه وواخدة بحسو هيييه وكان تشوفي العز اللي مخليهلها باها الله يرحمو ويوسع عليه فهاد النهار علاش تلقاي مهتمة بروحها وجايبة راسها وو
ناديا(بوجع فراسها صافي مقدتش):- صافي أحبيبة صافي سيري تالمبعد وكمليلي التقرير المدني ديالها تصبحي على خير
حبيبة(بضحكة خافتة):-هههه ونتي من أهلو
خرجت حبيبة بعدما جلطت ناديا بالمعقول اللي حيدت ملابسها ولبست فستان نوم بيتي وجمعت شعرها وخرجت مبيتها متوجهة لبيته كتشوف فيه بلوم وعتب مخليها فالمدينة مقهورة وحزينة وهو هنا مستمتع معا الدكتورة منيرة اللي معارفاهاش مين خرجتلها تاني ، زفرت بعمق وهيا تقفل الباب ديال بيتو موراها وتوجهت نحوه كتشوف فيه بشفقة محيت مبغاتوش يكون فداك الضعف لأنه شفها بزاف ، تحسست حرارتو من جديد وحطت الضمادة فوسط الما وعصرتها ودارتهالو وففكرها منيرة وكل اللي حكاتو حبيبة … وموال هادا تاني جاها على الراس ومكاين إلا وليد اللي غادي يحللها اللغز ويمحي هاد التساؤلات من بالها بمرة ..
بقات شاردة فملامح وجهه الهادئة وكتشوف فيه بنظرة حنونة ودافية بحال شي طفل خصو رعاية أمو وهيا ديك الأم متجرأتش تمد يدها وتتلمس وجهه إنما بنظرة مليئة بالدموع تلمساتو وداعبت اللحية البسيطة النامية على خده وعقدت حواجبها فمرة نترت يدها ، كيفاش مهتم بحلاقة ذقنو والمفروض يكون زعفان وحزين من ناديا يعني تكون حالتو حالة زفرت وكمشت عينيها بلؤم وهيا تتفكر ديك منيرة المستفزة ذات العيون البنية والملامح الجذابة والشعر البني المثير آه لفت انتباهها شعرها وقوامها الممشوق فداك الفستان البسيط والمستر اللي مرض كان يقضي أغلب وقتو معااها ، حست بالتوتر زايد وكيزيد من حدتو وتنهدت بعمق باش تريح نفسها ونتبهت لأمأمة وليد وبقات تشوف فيه بتمعن وتحاول تسمع شنو كيقول بكلامو الغير مفهوم
وليد(ناديا):- .. ناديا .. ناديا
ناديا(انتبهت أنه اسمها وعضت شفتيها ورجعتلها النفس وقربت وجهها منو):- ولييييييد أنا معاك
ناديا:- حممم هادي أنااااا وفيق وصحصح عندنا حساب طويل
وليد(بلهفة علا راسو المتعب):- كيفو مجد ؟؟؟؟
ناديا(تنبهتله):- أ … بخير بخير
وليد(بدا يسترجع وعيه):- وشكون جابك ؟
ناديا(متفاجئة):- هيا مبغيتنيش نجي ؟
وليد(غمض عينيه وتنهد بعمق وحس بيها تتحرك باش تنوض من حداه وفتح عينيه وجبدها من كتفها لفوق صدرو بخطفة وبقا كيشوف فيها وهو منتشي بيها):- بالعكس أنا فرحان اللي جيتي
ناديا(مقدرتش تتحمل قربه وأنفاسه كتضرب فوجهها وعينيه يا ويل امي):-هئئ احم ح حبيبة اتاصلت بيا وخبرتني أنك مريض لكن حسب مكنشوف دبا وليت فصحة أحسن همممم
تنترت من يدو وناضت كتصاوب ففستانها ووقفت بعلياء مقابله وهو متبعلها العين فنظرة شاردة توحشها توحشها لأبعد ما يكوووون وشحال فرح مين شافها قدام عينيه
وليد(كيكابر):- ننن أنا باقي مريض
ناديا:- لا والله مسيكين راك وليت مزيان والحمد لله على سلامتك أنا غدا يمكنلي نرجع فحالي
وليد(بعيون مفزوعة):- وتخليني بوحدي مريض ؟
ناديا(كترجف برجلها اللي كطرطق فوق الأرض):- عندك منيرة
السارقة الجزء 51
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء