لم أكن أتوقعها منك، أتتخلى عني؟ هل أنت حقاً ذلك الحضن الذي ألقيت قلبي به دون ارتياب في أي ألم قد يلحق بي منه؟ هل أنت حقاً ملجأ روحي الذي كنت أحتمي به من ألمي؟ احتملت آلاماً قاسية كثيرة وانتصرت، أتأتيني أنت بالتخلي لتهزمني!
تمشى جبل في الممر وهو كلو رغبة وشوق يشوف روعة ويشرح ليها الوضع .. اليوم كان متعب وكارثي كل المصائب حلو عليهم دفعة واحدة .. ماكررهش يحط راسو وسط حظنها ويغمض عينيه وينعس يوماين متواصلة ماعندوش مشكل المهم يشبع من حظنها وريحتها الطيبة .
وصل عند الباب وتردد فالأول باش يحلها وهو كايفكر فالهضرة لي باغي يقول لكنه كان متأكد من حاجة وحدا أنه مستحيل يخليها غضبانة عليه اليوم الكامل .. فتح الباب ودخل ومع الدخلة ماشمش ريحتها كيف كان متوقع .. تمشى بخطواتو للأمام ومالقاش جسمها مسطح فوق السرير .. مالقاهاش غضبانة عليه ولا كاتبكي ولا معصبة ولا هازة سلاح وباغيا تيري فيه .. هو مالقاهاش أصلا .
تقدم عند باب الحمام وقرب ودنيه باش يتصنت لكن لا حركة ولا صوت فتنهد وقال :
- روعة ... عمري.... واش نتي لداخل .
فاش ماجاوباتوش دفع الباب ودخل لكن الحمام كان خاوي وتسائل " فين هي؟ " .. شعر بشي حاجة ماشي طبيعة أصلا قلبو علمو .. دفع الباب وخرج كايجري وكايقلب فكل الغرف ويعيط ليها حتى وصل للطابق السفلي وكذلك لي سولو على روعة من الخادمات كايقولو ماشافهاش .. خرج بسرعة للحديقة وتمشى كايجري ناحية قبر ألماس وهو كايتمنى يلقاها كالسا تحت شجرة التوت .. لكن مالقاهاش .. إلتفت يمين وشمال كايقلب بعينيه حتى إنتبه للسيارة لي شراهالها كادو ومشا ليها كايجري فتحها وهو على أمل يلقاها كالسا لداخل ..
- بلاما تعذب راسك .
إلتفت على صوت أسد لي مكانش أقل غضب منو .. عقد جبل حواجبو بإستنكار وقال :
- كيفاش ؟ .
ثم شاف فعصام لي كان مور أسد وكمل:
- شنو واقع ؟؟.. فين هي روعة اعصام ؟
إرتبك عصام وماعرفش شنو يقول لكن الحالة لي كان فيها جبل مكانتش تستحمل المزيد من المماطلة ... حك عصام جبهتو بتوتر ثم قال:
- اام معليييم ... جات لعندي روعة ومدام نورسين .. طلبو مني نفتح ليهم الباب باش يخرجو لكن فاش رفضت هددتني روعة بلي غادي تلوح راسها فلبحر ... كانت كاتبكي معلييييم وحالتها كانت سيئة فضطريت نحل الباب ووصيت الرجال يتبعوهم من الخلف ومايفرقوهمش ... كان يحسابلي غادي يرجعو دغيا هذا علاش مابغيتش نصدعك ولكن ...
ضيق جبل عينيه بخوف وقال:
- شنو وقاع ليها ؟.
وكمل بصراخ :
- دوي تكلم اعصاااام ...
- معليييم ... إتصلو فيا رجال قبيلة شويا وقالولي بلي شافوها ركبات فواحد المركب ديال الصيد هي ومدام نورسين
جر جبل عصام لعندو وشنق عليه من ياقتو وغوت :
- كيفااش ... كيفاش المركب .
- المشكلة ماشي هنا اسيدي .
تمسك عصاك بيديه جبل لي خانقين أنفاسو وكمل :
- المشكلة أن القبطان هو ... سي مرزوق .
بقوة الصدمة فشلات صحة دجبل حتى طاحو يديه وتحرر عصام من قبضتو :
- مرزووق !!! ...
تمتم بيها جبل فرد عليه عصام بتردد:
- اه هادشي لي قالوه لي ... كانضن مرزوق هو لي جيتو معاه من المغرب قبل عام ونص معلييم .. ياك ؟.
تبلوكا جبل وبقوت الصدمة ماواكلش من لفطور ومعصب .. جاتو السخفة فمالقا علاياش يتسند من غير السيارة لي كانت خلفو وهو كايحرك راسو يمين وشمال وكايحس بالإحباط .. لكن بلاتي .. علا راسو شاف فعصام وقال بسرعة :
- فقتاش ... فقتاش خرجو ؟.
- هادي يالاه شي 10 دقايق باش عيطولي معلييم .
تدخل أسد وقال بسرعة :
- نقدرو نلحقو عليهم .. المركب ماغاديش يخرج من المرسئ حتى يتفتش .. وهوما ماداو معاهم حتى حاجة .. نورسين حتى أوراقها وبطاقتها الوطنية خلاتهم هنا .. ومافيهاش الشك شرطة السواحل ماغاديش يخليوهم يعبرو الحدود البحرية بطريقة غير قانونية .
طار جبل وركب فالسيارة الجديدة لي شراها لروعة وهو على أمل أن هضرة دأسد تكون بصح مع انه كان متأكد ثمانين في المئة أن مرزوق داير بحال السحلية وغادي يعرف كيف يدير يخبيهم مزيان وما هي إلى دقائق وكانت السيارة واقفة عند المرسئ .
خرجوا جبل وأسد بسرعة البرق من السيارة وفلحظة وقفو عليهم رجالو لي كانو مراقبين روعة ونورسين ..
- فين هوما ؟؟.
غوت بيها جبل وكرر خلفو أسد بغضب :
- فين هوما ؟؟
رد عليه أرولف بسرعة :
- مع الأسف أسيدي المركب خرج يالاه 5 دقايق ..
أشار بصبعو لمركب صيد كبير وكمل :
- راهو مازال مابعدش بزاف .
- وجد اليخت اارولف .
قالها جبل وجبد التلفون من جيبو ومشاو كايجريو ناحية المركب لكن تنتهي الطريق عند الحافة .. وقف جبل وهو كاينهش وكايشوف فالمركب كايبعد والرياح كاترجع جبل وأسد للخلف وكأنها كاتقول ليهم " صافي فات الفوت " لكن بالصدفة قدر جبل يلمحها ساندة جسمها الهزيل على حافة المركب الحديدية وكاتشوف فالأسفل ناحية البحر بشرود .. كانت كاتفكر فهادشي لي كاتحاول دير .. كاتفكر أنه مابقاش عندها الوقت باش تتراجع على القرار لي تاخداتو بسرعة واخا فكرات .. لكن تفكيرها كان عن خوفها من الحبس .. ومافكراتش فلي خلاتو موراها ..
جبل !! ..لي تأكدت مؤخرا بأنه كايبغيها وكانت كاتشوف الصدق فعينيه... واش بصح ! .. ولا هو ممثل بارع قدر يضحك عليها بكلمات رومنسية وعقد لشركة هو في غنى عنها .. كانت كاظن بلي هي ذكية لكن بزاف ديال المواقف وقعو أثبتو ليها بالفعل أنها أكبر غبية عرفتها البشرية .
تمسكت براسها وهي كاتشعر بألم قوي يفتك بدماغها و كايقطع فعروقها.. ألم ديال إنسحاب الهيرويين من جسمها ولكن أخر حبة من الميثادون لي عطاها صخر ، شربتها فصباح ومابقى عندها حتى شي حاجة تهدأها من غير صبر والدعوات لكن فاش كاتوقف حدا عينيها صورة جبل وباتريسيا تصرخ كل خلاياها من شدة الألم ومكايبقى عندها تاشي حل أخر من غير الضغط على أسنانها باش تمنع صرخة ألم وغضب باغيا تتحرر من صدرها وتطلع للسماء عند لي خلقها تشكي عليه قسوة الدنيا عليها .
لكن وهي وسط ديك الدوامة تسلل لأدنها صوتو .. صوتو لي مستحيل يتلف عليها واخا على بعد مأت الكيلومترات .. رفعت راسها ناحية الصوت وتصدمات فاش لقاتو واقف وكايشوف فيها بنظرات مامفهومينش وكأنه .. تعبان وكأنه كايترجاها ترجع وكأن الجبال فوق أكتافو .. كانت كاتشوف فخصلات شعرو القصير تتطاير بفعل الريح وحوايجو مامرتبينش . وتسائلت مع راسها .. واش بصح خاني ؟؟.. لو ماشافتوش بعينيها كانت غادي تكذب باتريسيا لكن واش غادي تغابا عاوتاني لدرجة تكذب صورة لي تحفرت فذاكرتها .
- روعااااااااااااا !
صرخ بها جبل كيما صرخ أسد بنفس الوتيرة
- نورسيييييييين .
نورسين ماكانتش بعيدة بزاف .. كانت خلف روعة وعينيها جات فعينيه ملي نزل من السيارة هو وجبل .. دار ليها إشارة للتلفون باش تفتح الخط ويهضر معاها .. وكذلك فجنبو جبل دوز رقم روعة فالتلفون على أمل أنها تجاوبو وتكسر حاجز البحر لي بيناتهم لكنها إكتفت بالبكاء ومراقبتو من بعيد حتى فقد جبل الأمل أنها تجاوبو لكن فالأخير جبدت التلفون وشافت فنورسين فإبتسمت نورسين وقالت ليها :
- هضري معاه .. شوفيه شنو بغا يقول .
أومأت روعة وردت عليها وهي كاتمسح الدموع من عينيها :
- وحتى نتي جاوبي أسد .
قربت نورسين من روعة وهمست بصوت ضعيف :
- الأيام كاضور احبيبة .. هو لي تخلى عليا فالأول ودابا جاء دوري .
طبطبت على كتف روعة وكملت وهي كاتحاول تمنع دموعها:
- جاوبيه قبل مايتقطع الإرسال .
شافت روعة فجبل لي كان بعد بزااف لدرجة ولا كايبان ليها صغير فالحجم ثم شافت فنورسين وقالت:
- محتاجة نسمع صوتو باش نزيد نكرهو .
تصنعت نورسين إبتسامة مؤلمة وأومأت براسها بلي كاتوافقها الرأي مع أنها مقتانعة بلي روعة محتاجة تسمع صوتو لأخر مرة ومن بعد غادي تبكي عليه حتى يصبح الصباح .
أخدت روعة نفس ثم شافت فجبل وفتحت الخط وأول حاجة قالتها هي :
- كانعتارف أنك خدعتيني وضحكتي عليا .. ومع الأسف ماشي نتا الأول ولا الأخير ...
حاولت تمنع شهقة مقهورة لكن فاش سمعت صوتو ماقدراتش :
- روعة ياعمري لا تتسرعي .. خليني ...
شهقت بقهرة وقاطعاتو :
- كانعتارف انني تنازلت على حقوق نفسي ليك .. ولكن نتا ماغاديش تهزمني وحتى شي واحد ماغادي يتغلب عليا ... شخص مخادع بحالك .. ماغاديش يخدع إمراة شامخة كنخلة عربية قوية صابرة ضد الحرارة و الجفاف .
عارف .. والله حتى عارف أنها قوية كالنخلة لكن ماشي وقت هاد الهضرة ، لاسيما انه كايكره الوداع والنهايات .. قاطعها بحدة وقال وهو كايضور براسو على رجالو
ضحكت روعة بإستهزاء .. وإستهزأت من حالتها بالأخص . ملي سمعات صوتو هدئ ألمها واخا ماشي كولو إلى أن صوتو سحب الجزء لكبير ولاحو فالبحر .. صوتو كان كالبلسم على قلبها ....بعدت شعرها لي كان الريح كايرجعو على وجهها وقالت :
- كان كايحسابلي انه باش نقدر نعيش فهاد الدنيا بشكلها المتوازن ، خصني نربط حياتي بشخص ونضحي بوحدتي ، بفراغي ، بأشيائي للقلوب لي محتاجاها بجنبي ... ودابا .. ودابا بعدما تدارت بيا للمرة الثانية وخدلتني قلوب البشر مابقيتش محتاحة لحتى شي حاجة من غير الوحدة . ماتبعنيش اجبل بغيت نرتاح من هاد العالم .. بغيت نرتاح من هاد العالم المحشور فراسي .
تخلع وخاف لاتحاول تادي راسها كيما وقع معاها فالاول مع جهاد وتحاول تنتاحر .. زير على التلفون فيديه وقال بخوف :
- عمري .. عنداك .. عنداك تفكري تأدي راسك .
ردت عليه بسرعة بصوت غاضب :
- واش كليحساب ليك غادي نقتل راسي ، إن بعض الظن إثم احبيبي
وكملات :
- حتى لو جاء الموت على هاد المركب مرحبا بيه ماخايفاش منو ... انا كفرت على كل ذنب درتو فحياتي لحد الأن ودفعت الثمن .. أنا ماظلمت مانهبت ماسرقت .. عشت حياتي كلها مظلومة لا ظالمة .. وعانيت معانات شديدة .. حياتي كلها مشقة وتعب .. لكن ماغاديش نوضع ليها حد بسبب حتى شي مخلوووق ....
سكتت شويا و كملت :
- ودابا غادي نقول ليك الخير فيما إختاره الله اولد الناس . وانا رضيت بقدري ،... كانضن دابا بإمكانك تنزل ستارة هاد المسرحية وتساليها ، لي بغيتيه وصلتي ليه وخديتيه وإنتهت الحكاية .
غوت جبل بغضب وقال:
- اشنو كاتخربقي أشمن مسرحية ولا حكاية ؟.
وردت عليه حتى هي بصراخ وشعرها كايطير مع الريح:
- المسرحية لي منهار عرفتك ونتا كاتمتلها علياااا .
حاول جبل يتحكم فأعصابو .. أخد نفس كبير وقال بصوت حاول يخليه حنين ولطيف :
- كانواعدك بلي غادي نكون حريصة باش ماعمرك تلقاني .
رد عليها بصراخ وكأنه مصر يسمعها صوتو على بعد البحر ماشي غير فالتلفون :
- وانا كانواعدك أنني غادي نكون أسوء كابوس غادي تعيشيه فحياتك من هنا لفوق .. بغيتي تفرقي عليا غير حلمي .. نجوم السماء أقرب ليك .. غادي نطلعك من تحت الأرض واخا تعرفي تموتي ونجبدك من قبرك وماغاديش نتفرق عليك .. ماكايهمنيش تبغيني ولا كاااع ماعمرك تبغيني ، أصلا مكايهمنييش حبك زيديه فراسك .. ولكن نتي مرتي ديالي بالقانون وحتى شي واحد ماغادي يقدر يبعدني عليك حتى نتي اروعة ، سيري لأبعد بقعة فالأرض وغانتبعك ليها .. ماغاديش نخليك ترتاحي فحياتك وهانتي غادي تشوفي بعينيك شنو غادي ندير وعنداك تنساي أنه عندك أم كاتعالج من السرطان .
ماعطاهاش فرصة فين تجاوبو لأنه بلغ بيه الغضب لدرجة لاح التلفون بكل قوتو ناحية البحر مخلي قدامو روعة كاتغوت بصوت ربما ماوصلوش وماسمعوش :
- جبل .. جباااال .. جبااال جاوبني ..
تخلعات نورسين ومشات لعندها كاتجري شدت فيها وهي كاتقول :
- روعة .... روعة تهدني ..
لاحت روعة التلفون فالأرض ونزلات حتى هي بإنهزام وهي كاتقول بحرقة وكاتبكي :
- ماما .. مامااا ... نورسين هددني بماما .
إحتضنت نورسين رأس روعة لصدرها وقالت وهي كاتمسح على راسها باش تتهدن :
- شووو تهدني ماغاديش يقدر يأدي حتى شي واحد كاتبغيه اروعة ماتخافيش ... وزايدون هاحنا غادين لعندها وأنا بجنبك إلى ضطريت غادي نوضع عليها حراسة هي وعائلتك ..ماتخافيش .
- هدا راه حماااق .. حماااق ...
غوتت بيها روعة وكملت:
- فقتاش غادي نوصلو للمغرب شحال ديال الوقت باقي .
شافت نورسين فساعت يديها وقالت:
- ماشي بزاف شي 3 ولا 4 ديال سوايع .
وكأنها قالت ليها 3 و 4 سنوات بدل الساعات .. خافت بزاف على ماماها من تهديدات جبل مع أن جانب منها كان مامتيقوش .. فلطالما كان كايهددها وكايقول ليها غادي نكون أسوء كوابيسك ومن بعد مكايدير والو لكن ماماها خط أحمر! .. علات عينيها البكيانين فنورسين وقالت :
- مامااا .. ماما هي لي باقيالي فهاد الدنيا اختييي
أومأت نورسين بتفهم وردت عليها :
- شوفي روعة تهدني الله يخليك .. جبل ماغاديش يقدر يأديها واش سيبة فلبلاد! .. وأشنو غادي يدير لمراة أصلا كاتصارع الموت !..
لو بقات نورسين ساكتة كان غادي يكون أفضل .. نظرة روعة خلاتها تتوتر وبسرعة صلحة الأمر وقالت:
- سمحيلي ماقصدتش .
حنات روعة راسها للأرض وهمست بصوت ضعيف :
- ماما غادي تبرا .
وافقتها نورسين وقالت بسرعة :
- أكيد أنا ماقلتش العكس ...
وكملت :
- ماتخافيش تافقنا .. تيقي فيا . غادي نعاونك حتى توقفي على رجليك .
سكتات نورسين واحد شويا كاتفكر فسؤال روعة لي مكانت عارفة جوابو .. ربما كان يكون افضل لو انشغلت بمشاكلها مع أسد وتعاون راسها أولا لكن هاد البنت كاتفكرها فراسها .. كاتشوف فروعة نفسها قبل سنوات وسنوات مضت من المشاكل والصراعات وكانت بوحديتها واقفة ضد الإعصارات تماما بحال روعة ..
شافت نورسين عينيها فالسماء بنظرة شاردة وقالت :
- ربما حيت انا مالقيتش لي يعاوني فاش كنت محتاحة للمساعدة ؟.. وربما وليت كانشوف فيك راسي؟ .
حنات راسها شافت فروعة لي بدورها كانت كاتشوف فيها بوهن وكملت :
- مابغيتكش طيحي فنفس الفخ لي طحت فيه .. الوحدة والإبتعاد والهروب من الواقع ماعندهم باش يفيدوك .. كل إنسان كايحتاج للكتف لي يسند راسو عليه ... يمكن حنا ماتعرفناش على بعضياتنا من وقت كبير ، ولكن أنا ممكن نكون صديقتك لي تعولي عليها فوقت شدا ..
ماعرفت روعة ماتقول مقابل كلام نورسين من غير انها عنقتها بقوة وهمست بصوت ضعيف :
-دائما كانت كاتقولي ماما .. من ترك شئ لله عوضه خير منه ... وكانت كاتقولي .. أحيانا يأتي شخص يجعلك تشكر الله على جميع من رحلوا ... شكرا لأنك فحياتي انورسين .
في المرسئ :
سارع أرولف فخطواتو حتى وصل عند جبل وقال ليه :
- سي جبل اليخت واجد .
لكن جبل ماطلع ليه حتى صوت .. كان كالس هو وأسد فوق نفس الكرسي لي كانو كالسين عليه روعة ونورسين وبين أصابعهم سيجارات تحترق في صمت بينما عيونهم شاردة في المركب لي ولا كايبان نقطة فوسط البحر حتى إختفى وإختفت كل أحلامهم معه .
- سي جبل .. طلبتي مني نوجد اليخت .. راه واجد اسيدي شنو المطلوب مني دابا ؟.
إستقام أسد من جلستو ثم أخد نفس أخير من سيجارته ولاحها وسط البحر .. ضار عن جبل وقال :
- شنو غادي دير دابا ؟.
غمض جبل عينيه بوهن وتنفس ببطئ وهو كايسترجع كل كلمة قالتها روعة حتى كرر اسد :
- جبل .
همس جبل بعد تفكير وهو كايشوف فالأرض:
- لعل الله يحدث خيرا
ثم إستقام من مكانو وقال بحزم وجدية حديدية قدرو يلاحظو فيها رجالو جبل القديم ، جبل الصارم ، البارون و الشيطان السوري ... رجع ويمكن رجع أكثر حدة وغضب .. لاح سيجارتو فالأرض وقال بحزم :
- ماغادي نمشيو لحتى بلاصة .. حتى نساليو داكشي لي بديناه .
ثم تراجع ومشا ناحية سيارتو وتبعو أسد بقلة حيلة باش يستفسر على هاد القرار المفاجئ وكأنه ماشي هو لي غير قبيلة كان كايطلب من روعة ترجع !!.. أشنو لي خلاه يتخلى عليها دابا ؟؟.
ڤيلة كونتيسة / إيبيزا
جمعت رؤية حوايجها كولهوم فشنطة صغيرة وهي عازمة ومقررة باش ماتكلسش مع ناس بحال هادو .. زمان فاش كانت مصرة ومتشبثة بحب جبل .. ماقدرش جبل يصبر وقالها الحقيقة وقال ليها بلي أنا خالك و اخ المرأة لي ولداتك ومادايز ليك لا فالشرع ولا فالقانون .. مرت من صدمة يمكن كانت بحال صدمتها اليوم ولا أكثر واجهت ماماها بالخبر وعلياء أكدت ليها صحتو وبلي جبل مكايكدبش وبنفس الطريقة جمعت حوايجها وشدت أول طيارة متجهة لأمريكا ويمكن اليوم جاء الوقت باش دير نفس الشئ .
جرتها غير بالحس ودخلت فالمصعد حتى نزلت للأسفل .. تأكدت بلي حتى شي واحد مكاين فالطريق وخرجات لكن كان مازال خصها دير حاجة مهمة قبل ماتمشي من الكونتيسا بشكل نهائي .. خبعات شنطتها خلف الباب ونزلات للقبو فين كاينين غرف الحراس وفطريقها طلاقات مع دانيال وسولاتو على غرفة عصام فقال ليها :
- عصام كايسكن معايا فنفس الغرفة اانسة .. ولكن راه ماكاينش دابا .. بغيتيه فشي حاجة ؟
ترددت فالأول لكن رجعت أومأت رأسها مع إبتسامة متصنعة وجبدت من صاكها الصغير ورقة مطوية بعناية وسلمتها لدانيال وهي كاتقول :
- الى سمحتي .. فاش يرجع عطيه هاد الورقة .
خداها دانيال من عندها وعلى وجهو كل علامات الإستفهام والفضول فقالت رؤية قبل ماتمشي :
- واعدني أنك ماغاديش تفتحها
تنحنح دانيال بإحراج وقال :
- أكيد امدموزيل .. كانواعدك .
إبتسمت ليه رؤية بهدوء ومشات بحالها وفطريقها خدات شنطتها ولحسن الحظ مالقاتش صعوبة مع الحراس وقدرات تخرج بلا مشاكل حتى ان واحد من الحراس تكلف وشد ليها سيارة طاكسي وقبل ماتمشي شكراتو وهي كاتشوف بنظرات أخيرة فديك الڤيلة لي عاشت فيها مدة قصيرة لكن زوينة وجربت فيها احاسيس جديدة .
لكن سبقوها ناس خرين لوجهتها .. أخيرا وصل صخر وصوفي للمطار .. كان شويا ديال زحام وكانت كاتبان ليه صوفي ضعيفة وهي هازا شانطتها على ظهرها وكاتحاول تضبط خطواتها على خطوات صخر باش تبقا فجنبو .. لكنها مع ذلك كانت بطيئة .. توقف صخر وسحب الشنطة من خلف ضهرها وغي هزها قال بسخرية :
- واش هزيتي الكونتيسة كولها فهاد الشانطة ؟.
شعرت صوفي بالإحراج فقالت:
- قبيلة كان خصني غير نخرج ونبعد على المكان لي فيه دون ماركيز .. هذا علاش كومت لحوايج ومارتبتهمش باش هوما جاوك تقال .
هز صخر الشنطة على كتف واحد وقال:
- وجيتي تخبيتي فسيارتي ! .. باش عرفتي انني غادي نبغي نهربك من الكونتيسة ؟
هزت صوفي أكتافها بطفولية وقالت :
- ماعرفتش !.
بقا صخر كايشوف فيها بهدوء ثم مد يديه تمسك بيديها الصغيرة وقال :
- يالاه نمشيو .
وكأنه سحب خيط من غيمة فالسماء .. تمشات صوفي فجنبو بسلاسة وهي كاتشوف فيديه لي متمسكة بيديها وكاتحس بالخجل حتى طلق منها أخيرا فاش قربو من شباك التذاكر ولحسن الحظ لقاو مقاعد خاوية فدرجة رجال الأعمال ، ماترددش صخر وحجز مقعدين ليهم بجوج وغير طلعو هوما فطيارتهم المتجهة للمغرب .. وصل الطاكسي لي هاز رؤية وبنفس الروتين تقدمت رؤية لشباك التذاكر وحجزت مقعد فطائرة متجهة لأمريكا وبالضبط لولاية كاليفورنيا فين كانت مستقرة زمان .
الكونتيسة / إيبيزا
كان رافاييل كالس على أعصابو فالحديقة وهو كايتسنى جبل يجي باش يفاتحو فموضوع تاليا ويطفي ديك العافيا لي شعلتها باتريسيا وفوق منو تاليا واقفة عند شباك غرفتها وبين يديها مايسي وكاتحس بالتوتر والخوف من ردة فعل جبل وما هي إلى دقائق حتى تفتحت الباب ودخلت سيارة جبل وخلفها سيارة الرجال .
قدر رافاييل يلمح الغضب على وجه جبل لكن هادشي مامنعوش من المحاولة .. تمشى لعندو بتردد وصل قال بتوتر:
- جبل بغيت نقول ليك ...
لكن ماقدرش يكملها إلى ولكمة جامعة وجهو ولايحاه للأرض .. تخلعات تاليا وهبطات كاتجري وفطريقها عطات مايسي لوحدا من الخادمات وخرجات لعند جبل لي كان شاد فرافاييل وكايضربو بكل ماأوتيه من قوة حتى ولا الفم ديالو كولو دم وجبل كايغوت ورجال كايحاولو يفرقوه عليه :
- اولد لكلبة .. اولد لـ... دخلتك لداري وأمنتك على عائلتي حسبتك صاحبي وخويا باش دير فيا هاكدااا ... باش توسخ شرف ختييي اولد لـ...
مشات تاليا كاتجري لعند جبل جراتو وهي كاتبكي :
- جبااال منشاااان الله تركوووووو ..
إلتفت جبل وبقوة الغضب جمع معاها بصقلة حتى ضار وجهها وغوت :
- نقلعي من هووون ياحيواااانة ... نقلعي إنتي وياااااه
شدها من دراعها وهي كاتبكي وجرها بقوة حتى كانت كاطيح وتنوض وماقدر حتى شي واحد يعترض طريقو من الرجال من غير رافاييل لي جمع راسو وناض كايجري تابعهم حتى وصل جبل للباب الرئيسية ودفع تاليا بقوة حتى طاحت للأرض وغوت :
- مابغيتش نشوف وجهك من هنا لفوق .. ولو لقيتك كاتقربي من الكونتيسة مرة أخرى ماتلومي غير راسك مابقات عندك حتى حاجة هنااا .
دفع رافاييل جبل وخرج كايجري لعند تاليا لي كانت مليوحة للأرض وكاتبكي بحرقة وتشهق . تحنا عندها باش يعاونها تنوض وهو كايصبر فيها لكن وكأن رجليها تشللت فالأرض كل ردت فعها كانت البكااء والصراخ :
- جاااال .. اااخيييي .. لا تعمل فيني هيييييك .
شاف فيها جبل بنظرة أخيرة وقلبو كايتقطع لكن مايقدرش يسامحها على حاجة بحال هاديك .. ستغباتو ولعبت بثقتو فيها مع هاري ومع رافاييل .. ومايقدرش يسامحها على حاجة بحال هادي .. غير فصبح بهدل روعة ونعتها بلموسخة وحيا ماضيها وستحقرها فشكون تكون تاليا قدامها .. ختو .. كايبغيهم بنفس القدر وأكثر ومايقدرش يستحمل لو جاه الأدى من أكثر جوح ناس كايبغيهم فحياتو .. صحيح ان ردات فعلو عنيفة ومبالغ فيها . وعارف راسو غادي يندم من بعد لكن هادشي لي فيديه حاليا ..
تراجع للخلف وسد الباب الكبيرة وهو كايسمع صراخ تاليا وبكائها :
طلعت من صدر جبل شهقة مقهورة وماقدرش يمنع نفسو إلى ونهار خلف الباب كايبكي قدام رجالو قدام كولشي حيت صافي مابقاش قادر يصبر .. كايسمع غواتها .. غوات ديك الطفلة لي هو رباها ولي دابا جرا عليها للزنقة .. لكن خصها تتعلم كيفاش تخون ثقة عائلتها وتجرب شويا من داكشي لي جرباتو روعة وكان متأكد ومتيقن أن رافاييل غادي يوقف معاها وهادشي لي كان مخليه مصر مايحليهاش الباب واخا تموت ماشي غير تبكي ... يمكن تولي بيناتهم مسافة وماتبقاش نفس الثقة لي كان عاطيها زمان لكن ماهي أطول مسافة فالعالم ؟ .. هي مسافة بين قلبين أصابهما داء "الكرامة" و "العناد" .
البارون الأعظم الجزء 85 أرجوك سامحني
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء